لقاء حميمي وشفاف، جمع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة نجران، بوفد يمثل أهالي نجران المقيمين في جدة، غلبت الصراحة والمصارحة على أجواء اللقاء. ولأن الأمير الذي استضاف الوفد في قصر والده خادم الحرمين الشريفين في جدة، ينبذ النفاق والمنافقين، يقف في صف الصرحاء الصادقين، امتد اللقاء لأكثر من خمس ساعات بعد أن كان مقررا له مسبقا نصف ساعة. الأمير مشعل استمع لما طرح من قبل أعضاء الوفد، من آراء واقتراحات تهم الشأن التنموي، أجاب بصراحته المعهودة، فبرهن للجميع أن كل ما يدور في الأذهان مأخوذ في الحسبان. أكد أمير نجران أن المركز الحضاري المعتمد يشكل نواة لمشاريع ثقافية وأدبية مستقبلية، وقد يفي بالغرض مؤقتا، إلى حين دراسة الأفكار التي طرحت لتطوير المركز، الذي يخدم الحركة الثقافية من خلال استضافته للأمسيات والندوات والمحاضرات، عبر مسرح يتسع لأكثر من 500 شخص، ومرافق مساندة أخرى. وأبدى الأمير مشعل بن عبد الله، سعادته بمشاركة المرأة النجرانية في الأنشطة السياحية والثقافية، ومساهمتها الفاعلة في تنشيط وتحريك برامج الصيف وفق خطط مدروسة، لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، أو العادات والتقاليد، ووعد بدعم المرأة النجرانية مستقبلا واعتماد برامج وخطط تزيد من فاعلية مشاركتها. تجميل نجران أوضح أمير نجران أن مشاريع اعتمدت لسفلتة وإنارة ورصف وتشجير بعض الشوارع الرئيسية، والميادين والأحياء كخطوه أولى، لتجميل وتحسين مدينة نجران، مشيرا إلى أن المشاهد السلبية المتمثلة في سوء السفلتة، وانعدام التشجير، وما قد يؤثر على المظهر الجمالي للمدينة سيختفي بلا رجعة، ولن نتهاون في هذا الأمر. وأشار أمير نجران، أن تدني مستوى النظافة لن يستمر، لأن حلولا جذرية اتخذت لمعالجة الوضع، وسيلمس المواطن والمقيم ذلك قريبا جدا، لأن قيمة عقد النظافة لم تكن كافية للوفاء بمتطلباتها، فتم رفع القيمة للضعف وسنراقب ونتابع التطورات وسنحاسب أي مقصر، لأن لا عذر لأحد بعد الآن إذا استمر الوضع. وقال الأمير مشعل بن عبد الله في سياق حديثه للوفد: «لن أقبل بأي حال من الأحوال أن يمارس البعض الجشع على حساب المواطن»، ملمحا إلى أن لجوء بعض أصحاب «المتارس» إلى طلب أسعار خيالية في تسويق رمال وادي نجران سيخضع للتدقيق والمتابعة. لجان المجلس وأكد أمير نجران أن اللجان الصحية والتعليمية والزراعية وغيرها من اللجان المنبثقة عن مجلس المنطقة ستدعم بالكفاءات المؤهلة لتؤدي دورها على الوجه الأكمل في متابعة سير العمل في مختلف الإدارات الخدمية، وللاطمئنان على جودة ما يقدم للمواطن والمقيم على حد سواء. ولم يخف الأمير مشعل رغبته الجادة في مشاركة أبناء المنطقة في دفع عجلة مسيرة التنمية من خلال طرح الأفكار الهادفة البناءة لتحقيق المنفعة العامة وللوصول إلى تحقيق آمال وتطلعات أهالي المنطقة. مبينا أنه «على مسافة واحدة من الجميع، ويسعد عندما يستمع إلى أي نقد من شأنه تصحيح بعض الأخطاء إن وجدت». وأشار أمير نجران إلى أنه يولي الجانب الزراعي جل اهتمامه وسيعمل جاهدا على «إعادة إنتاج الحمضيات إلى ما كان عليه قبل سنوات» عن طريق الإسراع في تنفيذ مشروع مياه الربع الخالي، والاستعانة بخبراء لدراسة الوضع الزراعي لإيجاد الحلول المناسبة، وتدعيم مركز أبحاث البستنة، بالكفاءات والإمكانيات لتجاوز أية عقبات قد يكون لها أي تأثير على المنتج الزراعي. العلاقة بأهالي نجران وختم الأمير مشعل بن عبد الله حديثه للوفد قائلا: «يعلم الله أن لأهالي نجران مكانة كبيرة في قلبي، وسأبذل كل ما في وسعي للعمل على راحتهم، وتحقيق أهم متطلباتهم، مستمدا العون من الله سبحانه وتعالى، ثم من خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، والنائب الثاني، لأن نجران تستحق الكثير، ولا زالت بحاجة للكثير من المشاريع التنموية». شفافية اللقاء نائب رئيس المجلس البلدي في منطقة نجران مسعود بن مهدي آل حيدر، ثمن الجهود التي يبذلها الأمير مشعل بن عبد الله منذ تعيينه أميرا للمنطقة، وساهمت في اعتماد كثير من المشاريع التنموية في مختلف المجالات، وقال الحيدر، إن اللقاء كان دليلا واضحا على عمق المحبة المتبادلة بين الأمير مشعل وأهالي منطقة نجران، الذين يدركون أن نجران ستأخذ نصيبها من المشاريع مستقبلا. وأشار الحيدر أن لقاء الأمير مشعل بوفد أهالي نجران في جدة، كان شفافا، حيث أتاح الأمير مشعل الفرصة للجميع، لطرح الآراء والأفكار التي تصب في خدمة المنطقة وأهلها وساكنيها.