.. وماذا بعد، فلتتوال الضربات، ولتزدد قوى الظلام وجعا على أوجاعها طالما لم تع الدروس ولم تحسب النتائج. هدفهم في هذه المرة كان محمد بن نايف بن عبد العزيز، وإن هم أرادوه بعينه، فإنما قصدوا بالعملية ضرب المملكة التي اختاروا أرضها مسرحا للدموية والعنف والتخريب فحاربتهم دون هوادة، لكنهم كما فشلوا البارحة الأولى في الهدف، أخفقوا أيضا في الوسيلة المتمثلة في محاولة اغتيال رمز في الوطن وركن في الدولة، برع في محاربتهم متسلحا بإيمانه وعلمه، وبثقة قيادته في وعيه ومهاراته، وتقدير بني وطنه لأدائه في إدارة المعركة ضد الإرهاب الشرس، حتى نالت بلاده إعجابا وتثمينا عالميين في مكافحتها لهذه الآفة. في السنوات العشر الماضية منذ أن تسلم الأمير محمد بن نايف عمليا إدارة ملف الإرهاب، عانت المملكة ربما أكثر من غيرها من ويلات هذا الوباء، لكنها أصرت منذ البداية ولا زالت تصر على ألا تجف دماء الأبرياء حتى القضاء على آخر عنصر من عناصر الشر، وزاد هذا الإصرار عندما توعدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ب« وراءهم وراءهم حتى لو بعد عشرين أوثلاثين أو خمسين عاما». تصاعدت الحرب، وأشهر فيها الإرهاب أفظع أسلحة الفتك والتدمير، وصمم لها أخطر المخططات التعبوية والتخريبية، وحقق التنظيم في البداية تخريبا كارثيا لبعض المنشآت وإراقة دماء الأبرياء. ولم يكن من بد إلا أن تجتمع إرادة القيادة والدولة والشعب، فاتحدت قوى الأمن بما اكتسبته من دعم وتجربة وثقة في قدراتها وإمكاناتها، ووجهت سلسلة من الضربات الموجعة، أبرزها العمليات الأمنية الاستباقية التي فككت خلايا مهمة في التنظيم وأسقطت أخطر الشبكات وأفشلت مئات المخططات وصانت الأرواح التي أراد الإرهاب حصدها. آخر تلك العمليات الاستباقية ما أعلن في اليوم السابق لرمضان الجاري عن سقوط شبكة ال 44 إحدى أخطر شبكات تنظيم القاعدة في المملكة، بما امتلكته من خبرات عالية في التمويل والتسليح والتعبئة وتقنية دوائر التفجير عن بعد. ولا يختلف اثنان على أن العملية الفاشلة التي استهدفت الأمير محمد بن نايف، إنما جاءت ردا على الوجع الذي أحدثته العملية الاستباقية الأخيرة في مقتل. هنيئا لك ولنا محمد بن نايف بالعناية الإلهية التي حفظت لهذه البلاد أمنها، وحفظتك لقيادتك وأمتك ورجال الأمن الأقرب إلى روحك من أبنائك. هنيئا لك بتكريم الملك الذي كان أول من وصل المستشفى لحظة وصولك للاطمئنان عليك.. هنيئا لك بتقدير سلطان وتربية نايف واحترام السعوديين أجمعين. والوجع الوجع لقوى الشر والظلام.