رفض مفتي مصر علي جمعة تحديد قائدي الطائرات وقت إفطار الصائمين أثناء السفر بالطائرة، موضحا أن بعضهم يحدد وقت الإفطار حسب البلد الذي أقلعت منه الطائرة، أو المتجهة إليه حسب قرب المسافة، معتبرا ذلك غير صحيح شرعا. مشيرا إلى أن العبرة في الإفطار والإمساك يكون بتحقق الصائم من الظلمة عند الإفطار وطلوع الفجر الصادق عند الإمساك، إما حسا برؤيته أو خبرا بتصديق من يعتد بإخباره في ذلك، لقول المولى عز وجل: «وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر. ثم أتموا الصيام إلى الليل». وأوضح جمعة أن إفطار المسافرين بالطائرة يكون برؤيتهم غروب الشمس في النقطة التي هم فيها، ولا يفطرون بتوقيت البلد التي يحلقون عليها، ولا التي سافروا منها، ولا التي يتجهون إليها، بل عند رؤيتهم غروب الشمس بكامل قرصها. فإن طالت مدة الصيام طولا يشق مثله على مستطيع الصوم في الحالة المعتادة فلهم حينئذ أن يفطروا للمشقة الزائدة المركبة في السفر وليس لانتهاء اليوم، وعليهم أن يقضوا الأيام التي أفطروها. وبين جمعة إلى أنه كلما ارتفع عن سطح الأرض تأخر غروب الشمس في حقه؛ وذلك بسبب كروية الأرض، فمقتضى القواعد الشرعية أنه لا إفطار حتى تغرب الشمس في حق الصائم نفسه وإن تأخر ذلك؛ كما هو مشاهد لمن يقطن الأدوار العليا. ونبه على أن هناك حالة تغيب فيها الشمس ثم تخرج مرة أخرى من جهة المغرب لسرعة الطائرة، وهنا يفطر الصائم عند غيابها الأول ولا يلتفت لردها وعودتها.