تجد في المجتمع الإسرائيلي من يشعر وإن كان إسرائيليا بالمعاناة والظلم الذي يعيشه الفلسطينيون، ومن هؤلاء المحاضر والبروفيسور الإسرائيلي نيف جوردون، من جامعة «بن جوريون» في بئر السبع، الذي وصف إسرائيل بأنها دولة «أبرتهايد»، ودعا في مقال نشره في صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إلى مقاطعة إسرائيل اقتصاديا وثقافيا. وبعد نشر المقال لم ينج من سهام وحملات اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة حيث شن هجوما عنيفا على جوردون وهدد عدد من زعماء الجماعات اليهودية في لوس أنجلوس بوقف الدعم المالي للجامعة احتجاجا على مقالة جوردون. والدكتور جوردون هو ناشط يساري ومحاضر في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة بئر السبع، كان زار المقاطعة في رام الله خلال العدوان الإسرائيلي عام 2002 والتقى مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ويقول جوردون في مقالته: إن التعريف الدقيق لإسرائيل اليوم هو أنها «دولة أبرتهايد»، ويرى أن فرض مقاطعة دولية على إسرائيل هي الطريق الوحيدة لإنقاذها. ويضيف جوردون في حين يسكن الشعبان في نفس البقعة من الأرض بين نهر الأردن والبحر المتوسط، إلا أنهما يخضعان لمنظومة قوانين مختلفة تماما. للفلسطينيين لا يوجد دولة ويفتقرون إلى الكثير من حقوقهم الإنسانية الأساسية. وفي تناقض شديد، كل اليهود سواء سكنوا في المناطق المحتلة أو في إسرائيل، هم مواطنو إسرائيل. ويرى جوردون أن الضغط الدولي هو السبيل الوحيد لوقف نهج الأبرتهايد في إسرائيل. ويضيف قائلا: إن كلمات التنديد الصادرة عن إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي لم تأت بنتائج، ولم تؤد حتى إلى تجميد الاستيطان. ويتابع القول: إنه في الواقع لم ينجح أي شيء آخر. ولكن ضغطا دوليا مكثفا على إسرائيل هو السبيل الوحيد لكي نضمن أن الجيل المقبل من الإسرائيليين والفلسطينيين، لن يترعرعوا في دولة أبرتهايد.وأثارت مقالة جوردون ردود فعل غاضبة في أوساط اللوبي الصهيوني في لوس أنجلوس، والتي تضم الكثيرين من المتبرعين لجامعة «بن جوريون». وقام القنصل الإسرائيلي العام في لوس أنجلوس ياكي ديان، بتوجيه رسالة خطية إلى رئيسة الجامعة ريفكا كارمي وحذرها من أن دعوات كتلك لمقاطعة إسرائيل قد تمس بالجامعة.