وصف عدد من الشعراء والنقاد في مصر محمود درويش بالشاعر المجدد الفذ الذي حمل مشاعر شعبه وآلامه وأحلامه، وقالوا في الاحتفال الذي نظمته مكتبة الإسكندرية أخيرا: إن درويش عبقرية شعرية فذة، وأحد المجددين من أبناء جيله الذين واجهوا مأزقا شعريا كبيرا في ستينيات القرن العشرين. الاحتفال الذي نظمته المكتبة بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل درويش شهد كلمات خطابية وجلسات نقدية أدار جلستها الافتتاحية الشاعر فؤاد طمان والدكتور خالد عزب، حيث وصف فؤاد طمان الاحتفالية تكريما للشاعر الراحل الذي كان يحلم بعالم يسوده الحب والعدل والسلام، بينما قال الدكتور خالد عزب: إن أهمية محمود درويش تتجلى في جملة أمور، أهمها أنه كان أحد المجددين من أبناء جيله الذين واجهوا مأزقا شعريا كبيرا في ستينيات القرن العشرين، مبينا أن مكتبة الإسكندرية تحيي ذكراه الأولى تحية منها لعبقرية شعرية فذة فتحت للشعراء الشباب أبوابا من الإبداع والتجديد. من جهته، قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي في كلمة ألقاها نيابة عن الشعراء المصريين: إن درويش أنجز عمله وأبلغ رسالته ونال في حياته من اعتراف الناس ما لم ينله إلا القليلون من الشعراء، فهو جدير بما حققه وجدير بما نال؛ لأنه جعل الشعر غايته وطريقته فنجح في الوصول إلى لغة شعرية مزج فيها ما قرأ وما سمع وما رأى وما تخيل، وقد تحدث في شعره عن نفسه وعن قضية وطنه، وقدم الشائع المتداول في الكلام وغيره الغامض. أما الشاعر عمر حاذق فاكتفى بقراءة قصيدة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي (محمود: كشرفة سقطت بكل زهورها)، والتي كتبها البرغوثي في رثاء محمود درويش مختتما بذلك الجلسة الأولى. أما الجلستان النقديتان (التجربة الشعرية لمحمود درويش بين المحلية والعالمية) و(العوامل المؤثرة في تجربة محمود درويش) فقد وقف خلالها النقاد عند قصائد درويش، وقالوا: إنه يمكن أن ينطبق على شعره مفهوم الشعر النخبوي، فقد جمع بين الوضوح المفرط والإمعان في استلهام المشاهد السريالية، فهو شاعر تمسك بالتراث، وتمتع بمعجم شعري غريب ومتفرد نتيجة ثقافته الواسعة والمتفتحة. وأضافوا أن درويش حاول إحداث نقلة من شعر القضية إلى قضية الشعر، والخروج من القضية التي تحمل بها الشعر إلى الشعر نفسه، مشيرين إلى أن شعره كان متعدد المصادر الدينية. وكان من أبرز من تحدث في هاتين الجلستين الدكتور فوزي عيسى، الشاعر السكندري حميدة عبد الله، الدكتور حسام عقل، الشاعر حلمي سالم، والدكتور محمد زكريا عناني وغيرهم.