اعتبر الأطباء المتخصصون أن وجود الأمراض المزمنة كالسكري والضغط والسمنة والقلب عند الأشخاص الذين يتعرضون لفيروس أنفلونزا الخنازير من أهم العوامل المسببة والمؤدية للوفاة، وذلك نتيجة المضاعفات التي تؤدي إلى تفاقم المرض. ويرى الدكتور محمد عبد الرحمن حلواني استشاري ومدير إدارة مكافحة العدوى والتعقيم وبرنامج النفايات الطبية في صحة جدة أن من أهم العوامل التي تؤدي إلى وفاة المصاب بفايروس أنفلونزا الخنازير هو وجود أمراض مزمنة مسيطرة على الشخص، وضعف مناعة الشخص، ونوع الفايروس، حيث إن كل هذه العوامل تؤدي إلى حدوث مضاعفات قد لاتساعد العلاجات على احتواء معاناة المريض نتيجة تأثر بعض أعضاء الجسم الحيوية كالقلب والكبد والكلى بهذه المضاعفات، كما أن فيروس أنفلونزا الخنازير يفتح المجال لحدوث التهاب بكتيري يؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي مما قد يعرض المصاب للوفاة (لاسمح الله). ويبين الدكتور حلواني أن الحالات المسجلة لدينا كانت في المخالطين للمصاب من أفراد العائلة الواحدة والذين لم يكونوا على دراية بإصابة ذويهم، وبالتالي كانت هناك مخالطة قريبة ولوقت طويل انتشر خلالها الرذاذ المعدي بين الطرفين بسبب قرب المسافة والجلوس معا، فالاعتقاد السائد بأن العدوى قد تكتسب عند مواجهة أي شخص مصاب في غضون ثوان أو حتى دقائق غير صحيحة خاصة في حالة وجود مسافة تزيد على المتر، وفترة تعرض تصل إلى ساعة على أقل تقدير حسب ما أوردت وكالة حماية الصحة البريطانية حتى يتم انتقال العدوى بشكل مباشر، وهذا سبب عدم ثبوت حالات عدوى بين المسافرين في طائرة واحدة مع الأشخاص المصابين إذا عرفنا أن الهواء داخل كبينة الطائرة تتم فلترته كل 2 3 دقائق بفلاتر عالية الكفاءة وبالتالي وجود هواء نقي بنسبة 99 في المائة طوال فترة الرحلة حسب مانشرته مجلة الانست الأمريكية. وتتلخص طرق العدوى في التعرض المباشر لرذاذ الشخص المصاب وبشكل مباشر ولمدة زمنية غير قصيرة، تلوث الأيدي برذاذ المريض، ومن ثم لمس العين أو الفم أو الأغشية المخاطية في الأنف باليد الملوثة، أو التعامل مع أي أداة خاصة المعدنية قد تم تلوثها برذاذ مصاب. تأثير المضاعفات ويتفق الدكتور خالد عبيد باواكد استشاري طب الأسرة والمجتمع في الرعاية الصحية في صحة جدة مع الرأي السابق ويقول: معروف طبيا أن الأشخاص المصابين ببعض الأمراض المزمنة ويتعرضون لأمراض الفيروسات الشرسة يكونون أكثر عرضة لمضاعفات المرض نتيجة ضعف المناعة أو قوة الفايروس، وبالتالي فإن العلاج ينصب في علاج المضاعفات وتقوية الجهاز المناعي. ويضيف الدكتور باواكد أن حالات وفيات أنفلونزا الخنازير التي شهدها العالم كانت لأشخاص كانوا يعانون من أمراض أخرى مصاحبة وبالتالي فإن السيطرة على حالتهم الصحية تطلبت جهدا مضاعفا ونتيجة ضعف المناعة الشديدة فإن الحالة الصحية للشخص تكون خارج التحكم.. ويشدد الدكتور باواكد على ضرورة اتخاذ إجراءات الوقاية وأهمها ارتداء الكمامة عند السفر في الخارج وخاصة الدول التي سجلت حالات كبيرة لأنفلونزا الخنازير.