السيسي يهنئ المملكة على استضافة مونديال 2034    «مكافحة المخدرات» بعسير تقبض على شخصين لترويجهما «الإمفيتامين»    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان للجيش اليمني    "جامعة الدول العربية" يدين توغل الاحتلال الإسرائيلي داخل نطاق المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع المجاورة لها    الذهب ينخفض ويستعد لتحقيق مكسب أسبوعي قبل قرار خفض أسعار الفائدة    لم يُبلغ أحداً.. تفاصيل جديدة عن خطة هروب الأسد    إطلاق حملة «اعتناء» ونشر محتواها في بارق    سعود عبدالحميد يحظى بإشادة الإعلام الإيطالي: النجم السعودي "الخجول" يدخل التاريخ    تعليم جازان ينفذ دورة عرفاء الطلائع للبنات    خطيب المسجد الحرام: الحليم لو عاجَلَ العصاة بالعقوبة لما بَقي أحدٌ على وجه الأرض    الأولى بعد سقوط النظام.. السوريون يحتفلون ب«جمعة النصر»    موقف الهلال من ضم رونالدو في كأس العالم للأندية    أسباب غياب فراس البريكان عن تدريبات منتخب السعودية    خطيب المسجد النبوي: الرضا بالقضاء من موجبات السعادة والفرج    كود البناء يرفع القيمة السوقية للمباني    «معرض جدة للكتاب 2024» يحتفي بفوز السعودية بتنظيم كأس العالم 2034    ما خطورة ترك شاحن الهاتف في المقبس؟    مكان ألم البطن وعلاقته بصحتك    نحن في خدمتكم    الرئيس التنفيذي ل«جودة الحياة» يناقش التعاون مع الأمم المتحدة    الصين واليابان تستثمران في مؤشرات الأسهم السعودية    مونديال 2034.. تجسيد لروح العصر وهزيمة المستحيل    بعد 46 حلمي الذي أصبح حقيقة !    المُلهم.. ينتصر على المستحيل    فوضى «الديلفري»!    سورية ما بعد الأسد.. إنهاء الانقسامات وتصفير المشكلات    أمانة الرياض تعلن أسماء المقبولين نهائيًا للوظائف عبر "جدارات"    انطلاق مؤتمر مستشفى الملك خالد للعيون الدولي 2024    حياة الأولين.. البساطة شعار الجميع    الإياب    المشهد الثقافي.. آمال المثقفين.. ومتغيرات المرحلة    اللامنتمي.. عبد الله عبد الرحمن الزيد..!    أمسية عن كتاب "رسائل متاخرة" في أدبي جازان    أنيسة العميري: صوت نسائي ورحلة ابداع بين التراث والحداثة    معكال.. نبض العراقة في قلب الرياض    غَيْلاَن.. مكانٌ يتجاوز الوصف    عودة ترمب تفاقم أزمات أوروبا الثلاث    تشجير أكبر صحراء في الصين    «الدفاع» توقع عقداً للاستحواذ وتوريد 3 سفن قتالية من إسبانيا    صفر، خمسة، صفر !    فِي أَدَبِ الضِّيَافَةِ    مصانع المستقبل «ذكية».. تحفّز الابتكار وتحسّن كفاءة الإنتاج    احترس.. من حذائك!    ماذا يجب أن نحمل في حقيبة العام الجديد ؟    هل تقلص كورونا الشديدة حجم الأورام السرطانية؟    علاقة بين الحذف ومرض الفصام    جمعية الرواد لإدارة الأزمات والكوارث والدعم يزور مركز العمليات الأمنية    هيئة الأدب والنشر والترجمة تطلق معرض جدة للكتاب 2024    تعليم الطائف يحتفي بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034    السعودية تطالب بوقف إطلاق النار في غزة ودعم الأونروا    قائد القوات المشتركة يستقبل العرادة    خادم الحرمين وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة من قادة الإمارات    جازان: القبض على مخالف لنظام أمن الحدود لتهريبه 44800 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    رئيس أمن الدولة يهنئ القيادة بمناسبة فوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم 2034    السعودية تسجل 8 أنواع جديدة من النباتات النادرة على مستوى العالم    السكان يطالبون بالخدمات البلدية.. «المروة 4» أحدث عشوائيات جدة    اجتماع اللجنة السعودية البريطانية للتعاون العسكري    إدانة دولية لتصاعد العدوان الإسرائيلي على سوريا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطيب المسجد الحرام: الحليم لو عاجَلَ العصاة بالعقوبة لما بَقي أحدٌ على وجه الأرض
نشر في عكاظ يوم 13 - 12 - 2024

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي المسلمين بتقوى حق تقاته، وتعظيمه، والخضوع لأمره، والانقياد لشرعه، قال تعالى ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ واتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ﴾.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام إن من أسماء الله الحسنى «الحليم»، وقد وَصَفَ تبارك وتعالى نفسَه بالحلْم فقال: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾، وقال سبحانه ﴿وَ0للَّهُ غَنِيٌ حَلِيمࣱ﴾. وهي صفة كمال تقوم على الحكمة والعلم والصبر.
وأوضح أن الحليم سبحانه هو الصبور ذو الصفح والأناة، الذي لا يستخفُّهُ جهل الجاهلين، ولا عصيان العاصين، وهو يُشاهد جحودَ الكفار وفجورَ الأشرار وكيدَ الفجّار، ولكنه لا يُعجّل بالعذاب، ولا يسارع في الانتقام، مع كمال قدرته وقوته وجبروته، فيؤخّرُ وينْظر، ويؤجّل ولا يعجّل، ويستر ويغفر. وهو الحليم الذي يُدِرُّ على خلقِه النِّعمَ الظاهرةَ والباطنة، مع معاصيهم وكثرة زلاتهم.
وأكد أن حلمه ليس عن عجزٍ أو ضعفٍ حاشاه سبحانه، بل يحلُم عن مقابلة العاصين بعصيانهم، ويستعتِبُهم كي يتوبوا، ويمهلُهم كي ينيبوا، ولِيُقيم الحجة عليهم بأنهم لم يُصلِحُوا قلوبَهم وأعمالَهم بعدَ حلمِه عليهم. ولو أنه تعالى عاجَلَ العصاة بالعقوبة لما بَقي أحدٌ على وجه الأرض، قال تعالى: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾.
وبين الدكتور الغزاوي أن الله عز وجل لا يغيب عنه من أمرنا شيء؛ فهو سبحانه مطلع على أعمالنا في كل وقت وحين، وعالمٌ بجميع أحوالنا فِي كل ساعة وفي كل نفَسٍ وكلِّ طَرفةِ عين، وفي هذا تذكرة لكل من استحوذ عليه الشيطان، وسولت له نفسه العصيان، أن الله جل وعلا كان معه حين عمل السيئات، وكان معه عندما فرط في جنب الله وارتكب الموبقات، وهو سبحانه لو أراد أخذه في وقته أخذه، ولم يُمهله حتى يوافيَ أجلَه، كان يقدر أن يأخذه وهو يخالف الحق ويتبع غير سبيل المؤمنين.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: مَن أعظمُ مِن ربنا جودًا وكرمًا ؟! ومن أوسَعُ منه مغفرةً وحلمًا ؟!، كم من خير منه على خلقه نازل، وكم من شرٍّ منهم إليه صاعد. يعصيه العاصون ويتجرأ عليه المتجرئون وهو شاهدٌ غيرُ غائب ولأفعالهم مراقب، يكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يَعْصُوه، ويتولى حفظَهم كأنهم لم يُخالفوه.
وأضاف، فما أحلمَ اللهَ على من عصاه! لكنَّ جهلَ العاصين قد يبلغ مداه، فالمشركون مِنْ عُتُوِّهم وَعِنَادِهِمْ وَشِدَّةِ تَكْذِيبِهِمْ اسْتَفْتَحُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَاسْتَعْجَلُوا الْعَذَابَ، وَتَقْدِيمَ الْعُقُوبَةِ.
من جانبه، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان أن الله تعالى يبتلي عباده بالهموم وبالشدة والضراء، داعيًا إلى الرضا بأقدار الله، والحرص على دفع تلك الهموم بحزم وعزم، وعدم الاستسلام لها والاسترسال في طريقها.
وبيّن الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي أن طبيعة الإنسان متغيرة، وأحواله متقلبة، فمن سرور وأفراح، إلى أحزان وأكدار وأتراح، ومن يسر وعطاء ونعم، إلى ضيق وحرمان ونقم، ومن صحة وعافية وسلام، إلى أمراض وأسقام وآلام، كل ذلك مما يستوجب على المؤمن الحمد والشكر على الخير والنعم، والحمد والصبر على البلاء والنقم، فلله الحمد على كل حال، وله الحمد على ما قضى، وله الشكر على ما أنعم به وأعطى.
وبيّن فضيلته أن الهمّ أحزان، وضيقٌ في الصدر، وانقباضٌ المزاج، وقلقٌ وتوتّر عصبي، وحِدّة وكآبة وتفكير سلبي، وعملية استنزاف للقوى البدنية والعقلية، كما أن الهم نصف الهرم، وسبب المرض والسقم، وجالب الخمول والكسل، والضعف والفشل، وخيبة الأمل، وداء عضال، ومقتٌ ووبال، وكآبة وتوتر وانفعال، واضطراب وأوهام.
وأضاف أن الشيطان يسعى إلى تحزين المؤمن، وإثارة همومه وغمومه وأحزانه، قال تعالى: «إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ».
وتابع مبينًا أن الشيطان قد يستدرج الإنسان، فيؤزه إلى هاوية الهموم والغموم والأحزان، فيضيق صدره، ويضيع وقته، ويضل تفكيره، ويتعكر مزاجه، ويفقد صوابه، ويستنزف قواه وطاقته، ويفقد سعادته وراحته، ويخيب منه الأمل، ويتردى في أوحال الكسل، ويتقاعس عن العمل، ويصده عن النشاط والبذل، ويسترسله القلق والتوتر، فيغشاه العبوس والكآبة، واليأس والقنوط والإحباط.
ونبّه فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الله جل وعلا، يبتلي عباده بالسراء والضراء، وبالشدة والرخاء، إما لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وإما أن يكون الابتلاء بسبب المعاصي والذنوب وعدم المبادرة إلى التوبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.