تحتفي المدن متعددة الثقافات في البلدان ذات التنوع العرقي العالي بالتعددية الثقافية. وتروّج المؤسسات والمنظمات والثقافة هناك لهذه الفكرة القائلة بأن التعددية الثقافية تجلب فوائد للمجتمع مثل وجود المزيد من الثقافات والتنوع في المجتمع، بينما يزعم القوميون والسياسيون من أقصى اليمين أو الأشخاص الذين يعارضون الهجرة بشكل عام، وخاصة بالنسبة لمجموعة معينة من الناس بوصفهم لاجئين، أن هذا يذيب هوية الأمة ولا يقدم أي فوائد مقارنة بالمخاطر. لتحليل هذه المسألة بالرغم من انحيازي لفتح الهجرات مع تقنينها ومع تجنيس المميز من المهاجرين، لكن لنفترض على سبيل المثال أن الولاياتالمتحدة فرضت قيوداً على الهجرة إلى الولاياتالمتحدة، بحيث تقتصر على الناطقين الأصليين باللغة الإنجليزية، خشية أن تتلوث مُثُلهم الوطنية بالأفكار الأجنبية. ومن الناحية العملية، كان هذا ليمنع أشخاصاً مثل (إنريكو فيرمي)، الذي صمم أول مفاعل نووي في العالم، من الهجرة إلى الولاياتالمتحدة، أو (هانز بينثي)، الذي لعب دوراً رئيسياً في مشروع مانهاتن وفاز لاحقاً بجائزة نوبل، أو (فيرنر فون براون)، الذي أصبح في ما بعد المهندس الرئيسي لصاروخ القمر، أو (فيليكس بلوخ)، الذي فاز بجائزة نوبل عن عمله في مجال الرنين المغناطيسي النووي هو المبدأ الأساسي للتصوير بالرنين المغناطيسي، بل المثال الأكبر للاستفادة من فتح الهجرة دولة سويسرا، إحدى أكثر الدول ازدهارًا. من الذي جعلها دولة عظيمة؟ لقد جلب الهوغونوتيون، البروتستانت الفرنسيون الذين فروا من الاضطهاد الديني، معهم صناعة الساعات الراقية. أما التزلج على الجليد، وهو مورد ترفيهي شهير يدر أموالاً جيدة، جاء من مهاجري إنجلترا. ساهم العديد من المصرفيين الأجانب في تطوير النظام المصرفي السويسري، الذي كان «متعدد الثقافات» إلى الحد الذي جعل هتلر وستالين قادرين على الاحتفاظ بالأموال هنا في نفس الوقت، مع الحفاظ على أسرار البنوك بشكل صارم. بينما يقوم العمال الإيطاليون بحفر معظم أنفاق السكك الحديدية المتطورة، والتي لا تزال جيدة ولا تزال قيد الاستخدام حتى يومنا هذا. وساهم العمال المهرة من ألمانيا بشكل كبير في تطوير صناعة النسيج في سويسرا. إن أغلب الأساتذة في المؤسسات العلمية الرائدة مثل المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ هم أجانب، وكثيرون منهم لا يتحدثون أي لغة رسمية للدولة، لكنهم يستخدمون اللغة الإنجليزية فقط للتدريس. وحتى الآن، مُنِح 22 منهم جائزة نوبل. لذا أتعجب من المظاهرات في بريطانيا أو تركيا أو الدول الأخرى ضد اللاجئين!.