لا يختلف اثنان على نجومية وتاريخ كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما، والأرقام والإنجازات تتحدثان عنهما قبل كل شيء، ولا ننسى أن هذين الاسمين كانا سببين للفت أنظار العالم نحو الدوري السعودي ورفع قيمته السوقية والفنية، هذا من جانب، ومن جانب آخر أصبح النجمان «الدون» و«الحكومة» يمثلان عبئا كبيرا على ناديي الاتحاد والنصر، وعبئا أكبر على الرئيس التنفيذي والمدير الرياضي وقراراتهما وخططهما في كلا الناديين. بالنسبة للنصر فهو يعيش حالة فنية متذبذبة وغير مرضية لمحبي العالمي منذ الموسم الماضي مع المدرب البرتغالي كاسترو، وانكشف جليا أمام الهلال في نهائي كأس الدرعية للسوبر السعودي، وطالب الكثيرون بإقالته، إلا أنه لن يتم ذلك دون موافقة الدون، الذي كان وراء ترشيحه للنصر والتعاقد معه خلفا للفرنسي رودي غارسيا الذي أيضا تمت إقالته بتوصية من رونالدو. وسردا لبعض المعلومات التاريخية عن مقصلة المدربين المرتبطة باسم رونالدو خلال 6 مواسم له، بداية مع ماسيميليانو أليغري مدرب يوفنتوس الإيطالي عام 2019، وماوريتسيو ساري مدرب يوفنتوس الإيطالي عام 2020، وأندريا بيرلو مدرب يوفنتوس الإيطالي عام 2021، وأولي غونار سولشاير مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2021، ورالف رانغنيك مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2022، وأخيرا رودي غارسيا مدرب النصر السعودي عام 2023، وليس هذا فقط، بل النصر أصبح يبحث عن نادٍ آخر للتخلص من المهاجم ساديو مانيه؛ لأنه ليس على وفاق مؤخرا مع كريستيانو بحسب ما هو متداول. وبالنسبة لأفضل لاعب في العالم 20222023 الفرنسي كريم بنزيما كان سببا رئيسيا وراء إقالة المدرب البرتغالي نونو سانتو الذي حقق لقب الدوري مع الاتحاد وقدم أفضل حالة فنية مؤخرا للفريق، قبل أن تتم إقالته والتعاقد مع الأرجنتيني مارسيلو جاياردو الذي واجه أسوأ ظروف فنية للفريق بسبب الإصابات التي وصلت لغياب أكثر من 12 لاعبا، ومع وجود خلاف بين بنزيما وجاياردو، طالب الأخير بعدم حاجته الفنية للمهاجم الفرنسي، الأمر الذي عجل بإقالته وتحمل النادي مبلغا كبيرا متمثلا بالشرط الجزائي لإرضاء اللاعب (كما ذكر المهندس لؤي ناظر عقب توليه الرئاسة بأن فكرة جاياردو بالاستغناء عن بنزيما مرفوض). واستمرت هيمنة الفرنسي كريم بنزيما بإيقاف مفاوضات النادي مع المدير الفني الإيطالي ستيفانو بيولي مدرب إيه سي ميلان السابق (كما تم تداوله)، بحجة أن اللاعب يرغب بمدرب يتحدث الفرنسية، وبناء عليه تم ترشيح اسم المدرب لوران بلان وتم التوقيع معه، واستمرت الرغبة الفرنسية وهيمنت على طابع العميد بخمسة عناصر. بصرف النظر عن نجاح الاختيارات أو فشلها من قبل النجمين، الموضوع أكبر من ذلك ويلامس تاريخ كيانات رياضية عريقة مثل الاتحاد والنصر، ولا سيما في عهد أندية الشركات التي من المفترض أن تكون مؤسساتية، وبالتالي محترفة وقوية في إدارة قراراتها وفق سياسة النادي وليس أحد النجوم الذي بمجرد محاولة إرضائه والخوف من زعله على حساب النادي، فهذا سيؤدي إلى شرخ داخلي كبير ويؤثر سلبا على الفريق الكروي ونفسيا على مستوى زملائه النجوم والمؤثرين فنيا في الفريق. وللحديث بقية..