لم يستبعد مراقبون أن تفتح محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الباب أمام عودته مجددا إلى البيت الأبيض، من خلال الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر القادم أمام منافسه الرئيس الحالي جو بايدن. ورغم اعتقاد الجمهوريين في الكونغرس بأن ترمب في طريقه إلى العودة إلى البيت الأبيض، خصوصا بعد المناظرة الأخيرة مع خصمه الرئيس جو بايدن أواخر يونيو الماضي، إلا أن هناك من يرون أن محاولة الاغتيال، ليلة (السبت)، جعلت الطريق أسهل للعودة إلى الحكم. وأشاد جمهوريون بشجاعة ترمب ورفع قبضته في أعقاب إطلاق النار، معتبرين أنها يمكن أن تمثل لحظة فارقة في كتابة التاريخ وتعبيد الطريق للعودة للبيت الأبيض. من جهته، قال النائب الجمهوري ديريك فان أوردن، لمجلة «بوليتيكو»: «لقد نجا الرئيس ترمب من هذا الهجوم، لقد فاز للتو في الانتخابات». فيما علق النائب الجمهوري تيم بورشيت بقوله: «سيعمل هذا على تنشيط القاعدة أكثر من أي شيء آخر. وهو كما تعلمون يرفع قبضته في الهواء ولا يريد المغادرة. ويصرخ، قاتل، قاتل، قاتل. هذا سيكون الشعار». ورأى أن محاولة الاغتيال ترسل موجات صدمة إلى انتخابات مضطربة بالفعل. ونشر بعض الجمهوريين في الكونغرس، مثل النائب مايك كولينز (من جورجيا)، نظريات مؤامرة لا أساس لها من الصحة مفادها أن بايدن «أرسل الأوامر» بإطلاق النار، في إشارة إلى تصريحاته المجازية التي قال فيها إن الديمقراطيين بحاجة إلى وضع ترمب «في عين الثور». وقال السيناتور الجمهوري مايك لي، في بيان مشترك مع مستشار الأمن القومي السابق لترمب، إن بايدن يجب أن «يأمر على الفور» المدعين العامين بإسقاط التهم الفيدرالية ضد ترمب كجزء من الجهود الرامية إلى «خفض درجة الحرارة السياسية». ووفق مراقبين، فإن محاولة الاغتيال جعلت الجمهوريين أكثر تفاؤلاً بشأن الفوز بالثلاثية الكاملة للسيطرة على الحكومة الفيدرالية، الرئاسة ومجلسي الكونغرس، لكن يبدو أن تداعيات الحادث ستمتد إلى ما هو أبعد من السياسة، إذ دعا أعضاء من الحزبين إلى إجراء تحقيق في الأمر. وقال رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب الجمهوري جيمس كومر إنه يخطط لعقد جلسات استماع بشأن إطلاق النار، على الرغم من وجود انقسام بين الجمهوريين حول ما إذا كان ينبغي توجيه أصابع الاتهام إلى جهاز الخدمة السرية للسماح للمهاجم بالتسلل، أو الانتظار لمعرفة ما ستقوله التحقيقات الرسمية. وتعهد رئيس مجلس النواب مايك جونسون بأن يجري المجلس تحقيقا كاملا.