يحظى (سناب شات) اليوم بشعبية هائلة بين الناس.. يُفاجئنا في كل مرة بميزات يأسرنا الفضول لاستخدامها.. مع (فلاتر السناب) التي تستخدمها النساء أكثر من الرجال يمكننا تحسين وتغيير أشكالنا؛ الأنف والشفاه تتحسن، والخدود تظهر لامعة، والبشرة تخرج صافية براقة لا ندوب فيها ولا بثور.. (الفلاتر) صنعت وجوهاً غير حقيقية بمعايير جمالية غير واقعية. الأمر خطير جداً؛ ففي حال استخدام الفتاة لتلك (الفلاتر) منذ صغرها سَتشب على الاهتمام بإظهار صورة محسَّنة لوجهها، وسترفض شكلها الحقيقي، حتى أن كثيراً من النساء من اللواتي يترددن على عيادات التجميل، تحمل صورتها بالسناب وتخبر طبيبها (أودُّ أن أكون كالصورة)!.. وحينما تتوقف عن استخدامها تصطدم بتعليقات الأصدقاء والمتابعين مما يعرضها للاكتئاب والقلق بل للتنمُّر، فقد تكون أحكام الناس وآراؤهم قاسية ومؤلمة، تخرج أحياناً عن حدود الأدب، مما يصل بها للعزلة وربما للانتحار. قريبة لي خطبت فتاةً بناءً على صورتها ب(السناب) في حفل تخرج، ثم صُدمت بعد رؤيتها على أرض الواقع.. فتاة أخرى لا تمت بصلة للصورة.. خيبة أمل شعرت بها، ولربما لو رأتها بالواقع لقبلت بها.. فتوقعاتها للصورة رسمت شكلاً بمقاييس جمالية تختلف كلياً عمّا رأته من لون البشرة والعين والأنف، وحتى الحواجب والفك. ذاك كله مؤشر للخطر المُحدق من هذه (الفلاتر)، وإن كان طويل المدى.. له تأثيره على الجانب النفسي والعقلي، وما تسببه من إرهاق نفسي يصل لفقدان الشهية واضطرابات النوم، وعدم القدرة على ممارسة الحياة الطبيعية. هذه (الفلاتر) تصنع نُسخة مُحسّنة وجمالاً افتراضياً في أول الأمر تنتج عنه متعة كبيرة في الحصول على (اللايكات) وزيادة المتابعين وتقديرهم، مع الوقت ستشغل حيزاً كبيراً من الاهتمام والقلق، ينشأ عنه صدام ورفض بين ذواتنا الأصلية والرقمية، وهنا مكمن الخطر وبداية للألم النفسي. لذلك؛ من المهم التخلص من سيطرة (الفلاتر)، والتثقيف بالطريقة الصحيحة لاستخدامها دون إفراط، والوعي بأن كل ما يُنشر من صور للمشاهير والمؤثرين وحتى الأصدقاء هي معدَّلة.. والأهم القناعة بأنّ الله أحسن خلقتنا فنحن جميلون نحب ملامحنا بفلاتر وبدونها.