أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أن الأحداث المأساوية الجارية في فلسطين تحتم على الجميع التحرك العاجل لوضع حد فوري للعمليات العسكرية وتوفير الحماية للمدنيين وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، امتثالا للأعراف والقوانين الدولية، ومبادئنا الإنسانية المشتركة، وإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة يُخرج المنطقة من دوامة العنف المتكررة، ويحقن الدماء ويؤسس لسلام عادل وشامل ومستدام. وأكد خلال كلمته التي ألقاها اليوم في قمة القاهرة للسلام بجمهورية مصر العربية، أن السعودية تؤكد رفضها القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف، وتحت أي ذريعة، وتشجب كل استهداف للمدنيين أينما كانوا، وتطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني. وقال الأمير فيصل بن فرحان: نرفض الازدواجية والانتقائية التي يمارسها البعض في المجتمع الدولي، وهنا لا يكفي الكلام، إنما أن يكون هناك تحرك جدي، ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لرفع الحصار ووقف العمليات العسكرية التي أودت بحياة الأبرياء، والتي تهدد بعواقب غير محمودة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما نؤكد رفضنا القاطع لمحاولة التهجير القسري للفلسطينيين من جانب إسرائيل. وأضاف: أود أن أعرب عن خيبة أملنا عن عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن. ونطالب كذلك بفتح فوري لممرات إنسانية آمنة، والسماح بإجلاء المصابين، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية دون قيود للتخفيف من الكارثة الإنسانية والحيلولة دون تفاقمها، كما نؤكد تمسك السعودية بالسلام خياراً إستراتيجياً عبر الوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية. وشدد وزير الخارجية، على أن السعودية حرصت منذ اندلاع الأزمة على التشاور والتنسيق مع الأشقاء والشركاء في المجتمع الدولي، معرباً عن أمله أن تسهم هذه القمة في تحفيز تحرك حاسم للمجتمع الدولي لإيجاد حل ينهي هذه الأزمة، ويسمح بالخروج من نفق المعاناة، ويفسح المجال لحوار جاد حول مستقبل القضية الفلسطينية، وبحث سبل دعم المجتمع الدولي لسلام عادل ودائم في المنطقة، يحقق الأمن والازدهار للجميع، مؤكدا استمرار السعودية في مساعيها مع كافة الشركاء للوصول إلى هذه الغاية، لكن الأولوية القصوى بالنسبة لنا هي الوقف الفوري للتصعيد العسكري لحقن الدماء وإغاثة المتضررين، بما يهيئ الظروف الملائمة للعمل نحو السلام. وأعرب الأمير فيصل بن فرحان عن شكره لجمهورية مصر العربية على الجهود المبذولة لتعزيز التنسيق والتشاور الإقليمي والدولي تجاه التطورات الخطيرة في قطاع غزة، كما نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وتمنياتهما بنجاح أعمال القمة.