ثلاثة وتسعون عامًا من الازدهار والرَّخاء والنماء، والحُلمُ يكبر والعزمُ يصدق والواقع يشهد وبزوغ الفجرِ المنتظر عن قريب، «نحلمُ ونحقِّق» على عاتقنا حملناها همًّا، ومضينا إليها سعيًا، وسخَّرنا لها كل وسيلة، وبذلنا جهدًا في سبيلها كلَّ وسع، ليغدو الحلمُ واقعًا، لننهض بوطنٍ معطاء قد نهض بنا، قد أهدى صنوف البذل دون نفاد.. فهذا يوم وفاء نجدد فيه فرحة الأمجاد، ونحيي لأجله الذكرى التي نسطر بها الفخرَ بماضٍ أصيلٍ، حَمَلنا على متنه نحو مجدٍ قويمٍ، إنّها المناسبة الطّيبة التي تطيب بها نفحات الحاضر والمُستقبل، فهي ملحمة التوحيد الخالدة بمفاصلها التاريخيَّة في نفوس أبناء هذا الوطن جيلًا بعد جيل، وطورًا بعد طور، ف«الله أكبر».. عانقت أرواحنا ذكرى المسجد الحرام والكعبة المشرفة، كما تشرئبُّ بها القلوب لمدينته المباركة، و«لا إله إلا الله» راية شامخة خفّاقة فوق كل أمر وأجل من كلِّ جليل، يومنا الوطني هذا يأتي زيادةً في رصيد إنجازات أبناء هذا الوطن وتقدمه في معارج المجد والفضل، هذا الكيان الشامخ المبارك، حقه على كلِّ فرد من أبنائه البرَّ بالبذل والعطاء، فحبُّ الوطن ليس أهازيجَ تُلقى، وليس شعارات خاوية تُحفظ وتُردَّد، ولا ألبسةً ترتدى، أو أصباغًا على الأوجان والأبدان تُضرب، حبُّ الوطن فطرةٌ تحرِّكنا لكل قصدٍ نبيل من أجله «نحلمُ ونُحقِّقُ» نكبر بهذا الوطن، ويكبر بنا، نعانق الأمجاد بعزمنا لعمارته، وعلوِّ همّتنا وإحساننا وإتقاننا. ذلك أدنى الوفاء له ولقيادةٍ حكيمة رشيدة عادلة جعلت المواطن أولى أولوياتها وحياته ومصالحه فوق كل اعتبار وما ادّخرت جهدًا في ذلك، بدءاً من ولاية الرمز الخالد الذي يعني لنا الكثير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وصولًا لعهد الحزم والعزم بقيادة خادم الحرمين الشريفين: الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده سمو الأمير: محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-. أدام الله ظلّك يا موطن المكارم، وأدام الله علينا نعمة الحب والسلام واللحمة الوطنية تحت ظلِّه وظلِّ قيادته.