إن أخبرك أحدهم أنه بإمكانك زيارة الماضي، بل الذهاب إلى المستقبل بارتداء نظارة معينة وسماعة، لم تكن تتخيل أن يحدث ذلك.. وربما اعتبرته ضرباً من الجنون، ولكن في حقيقة الأمر هناك طفرة هائلة تحدث في مجال الذكاء الاصطناعي. بين لحظة وأخرى تغيَّر وجه العالم، لتصبح تكنولوجيا الماضي والحاضر «ثنائية الأبعاد» تعتمد على النصوص؛ صور، فيديوهات، تطبيقات مباشرة، وجزء من التاريخ فقط، ولا يمكن أن نستفيد من تلك الطفرة ونتجنب شقها السلبي سوى بالدراسة والاستعداد لها، فطبيعة الحال: «الإنسان عدو ما يجهل». إذن؛ لا مفر من أن نعي جيداً خطورة أن يصبح فضاء التكنولوجيا باتساع فضاء الكون، وأن نستفيد الاستفادة القصوى من هذا الواقع الافتراضي، خصوصاً في مجال التعلُّم، وقد حثت الدراسات على أن يكون التعليم ممتعاً وفعالاً، وهذا ما يجعل فكرة تطبيق تقنية «الميتافيرس» أمراً عظيم الفائدة، يجعل الطالب جزءاً فعالاً من العملية التعليمية، ويؤثر بشكل جذري في البيئة التعليمية ليحولها إلى بيئة ذكية. هناك نقاط ضعف في طرق التعليم الحالية؛ لذا أصبح أمراً ضرورياً تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، لمواكبة التطور السريع الذي يحدث في هذا المجال، ويجب الاستعداد له من خلال إنترنتG5، لتوفير السعة والسرعة المتناسبة مع هذا الكم من التقنيات المبتكرة، وتوفير الأدوات والبنية التحتية المناسبة. تكنولوجيا الواقع المعزز و«الميتافيرس» ستحقق إيرادات تبلغ نحو تريليون دولار حسب أحدث الدراسات خلال فترة قصيرة، ولكن حتى إن كانت استخدامات «الميتافيرس» في مجال التعليم ضرورة لابد أن تكون بضوابط صارمة وتحت رقابة قائد العملية التعليمية وهو «المُعلم» كي لا تشكل خطورة كبيرة، فالتعليم في المستقبل إن لم يكن ممتعاً وفعالاً بقدر ما يراه الطالب في التعامل مع الألعاب ستصبح العملية التعليمية مملة بالنسبة له، فمن غير المنطقي أن تكون هناك فجوة كبيرة بين طريقة التعليم وطريقة الترفيه.. لذا؛ فإن الإمتاع المتوفر في العملية التعليمية شرط نجاحها وتأثيرها.