مع بدء سريان هدنة ال72 ساعة، تشهد المدن السودانية هدوءا، اليوم (الأحد)، عشية عقد مؤتمر دولي برعاية السعودية لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب. وأكدت مصادر سودانية وشهود عيان أن هدوءا حذرا يسود جبهات القتال بين قوات الجيش والدعم السريع بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (الرابعة بتوقيت غرينتش). وبحسب بيان سعودي أمريكي، اتفق الطرفان على هدنة جديدة لمدو 3 أيام من أجل تسهيل مرور المساعدات الإنسانية. وأفاد البيان بأن الطرفين اتفقا على "وقف التحرّكات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية أو المسيّرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات" أثناء فترة وقف النار. وتعهدا بالسماح "بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان". وأكد بيان في وقت متأخر أمس (السبت)، أنه في حال عدم التزام الطرفين وقف النار "سيضطر المُسهّلان إلى النظر في تأجيل محادثات جدة". وأكد المتحدث باسم الجيش السوداني موافقة القوات المسلحة على الهدنة، فيما أفاد المتحدث باسم قوات الدعم السريع الالتزام التام بالوقف الكامل لإطلاق النار بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية. وجاء الإعلان عن الهدنة الجديدة في يوم شهد تصعيدا في القصف الجوي والمدفعي على مناطق مختلفة بالخرطوم، في وقت دفعت أعمال العنف في إقليم دارفور أعدادا متزايدة للنزوح نحو تشاد. وعبر سكان في الخرطوم عن رغبتهم في أن تكون اتفاقات وقف النار سارية لمدة أطول. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سودانيين خشيتهم من أن الأيام التي تلي الهدنة تكون قاسية جدا كأنما المقاتلون يريدون تعويض الهدنة، وشددوا على ضرورة الوقف الشامل لإطلاق النار، مؤكدين أن الهدنة لا تكفي لكي يعودوا للحياة، قد يتوقفون عن القتال، لكن قوات الدعم السريع لن تغادر المنازل التي سيطر عناصرها عليها. وتتزامن الهدنة المعلنة مع مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية ينطلق غدا (الإثنين) في جنيف. وبحسب تقديرات دولية، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان في السودان المقدّر ب 45 مليونا، للمساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل النزاع. وتسببت المعارك بنقص في المواد الغذائية والخدمات الأساسية. وتؤكد مصادر طبية أن 3 أرباع المستشفيات الواقعة في مناطق القتال باتت خارج الخدمة. وأعلنت السعودية -التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى- أن هذا المؤتمر هدفه إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة. ولفتت الأممالمتحدة إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها نالت 16% فقط من التمويل المطلوب. وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك: من إجمالي 2.6 مليار دولار مطلوبة للاستجابة الإنسانية هذا العام، لم نتلق سوى 400 مليون. وأفضت الحرب في السودان إلى مقتل أكثر من 3 آلاف وإصابة 6 آلاف منذ بداية المواجهات منتصف أبريل الماضي، وفق تصريح وزير الصحة. وتسبّبت في نزوح أكثر من 2.2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم لدول الجوار، وفق المنظّمة الدوليّة للهجرة.