•• حديث رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)؛ خطاب للمؤمنين لتأكيد الارتباط الشديد بين الصيام والإيمان.. وإذا كان «الإيمان» راحة القلب وطمأنينته؛ فإن الصوم ترويض للنفس، صبراً ومصابرة ومرابطة، امتثالاً لأمر الله تعالى، فقال الرب جل جلاله عن هؤلاء (يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به). •• والشريعة الإسلامية الحنيفة جعلت «الصوم» واحداً من شُعب الإيمان.. فالتقاء الإيمان مع الصوم إقرار بالعبودية وخروج عن سلطان الهوى.. وانتفاء الإيمان عن الصوم ابتعاد عن شفافية رمضان وروحانيته الخاصة.. فإذا تحققت معاني التقوى في الأنفس تنعكس على المجتمع أمناً وسلاماً.. كما جاء في دعاء رسولنا صلى الله عليه وسلم، حين يدخل هلال رمضان (اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام). •• بذلك؛ فإن تلك المعاني الإيمانية الدالة على الأمان والرحمة والسلام تدعونا إلى التراحم بيننا.. فتصوم جوارحنا عن المعاصي.. وتصوم قلوبنا عن الغلِّ والبغضاء.. وتصوم ألسنتنا عن الغيبة والنميمة.. وإذا كان «الصوم» مدرسة تربوية على الإيمان الحقيقي؛ فإن ما يتزين به الصائم لاكتمال إيمانه: التقوى، والمراقبة، والمحاسبة، والمجاهدة.. تلك أمور تحقق معنى «الإيمان» في الأنفس البشرية تحقيقاً لأمان وسلامة المجتمع وأفراده. •• وثمة آثار إيمانية للصيام ليجمع الصائم بين خيري الدنيا والآخرة.. أولها: تقوية الإرادة بقهر الملذات طاعة لله للفوز الصائم في معركة الصوم.. تعويد النفس على التحمُّل والجَلَد والصبر بترك المحبوبات والشهوات.. تحقيق «الإحسان»، وهو أعلى مراتب الدين.. زيادة التقوى داخل الذات للوقاية من الزلات.. تزكية النفوس وتطهيرها وتنقيتها من الأخلاق الرذيلة.. وشكر النعمة بالشعور بالجوع والعطش والحرمان من الطيبات مؤقتاً. آثار الإيمان على الصائم: تقوية الإرادة بقهر الملذات في معركة الصوم تحقيق الإحسان وهو أعلى مراتب الدين تزكية الأنفس وتطهيرها وتنقيتها من الرذائل زيادة التقوى داخل الذات للوقاية من الزلات