في يوم 22 فبراير من كل عام تغمر قلوب السعوديين مشاعر عزة وكرامة وشموخ، بمناسبة وطنية تذكرنا بالجذور الراسخة للدولة السعودية، واستذكار تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود منذ أكثر من ثلاثة قرون، وما حققته من الوحدة والأمن والاستقرار، والاستمرار في البناء والتوحيد والتنمية.. 22 فبراير من عام 1727م، يمثل التأسيس الحقيقي للدولة السعودية الأولى، إذ تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية التي كانت حاضرة من حواضر اليمامة.. كان هناك صراع على السلطة بين أمراء البلدان النجدية، وحالات من التفكك السياسي، وسعى الإمام لتأسيس وإقامة دولة عربية أساسها الإسلام المعتدل، وأصبحت الدرعية رمز الاستقرار والأمن في المنطقة، وبلغت من قوتها ومكانتها السياسية أنها نجحت في نجدة أمير الرياض دهام بن دواس، الذي تعرض لتمرد فأرسل له الإمام محمد بن سعود قوة عسكرية بقيادة أخيه مشاري حتى استقرت الأمور له.. وتعد الدرعية.. نقطة مهمة في تاريخ السعودية، منذ أن بدأ تاريخها على يد مانع بن ربيعة المريدي، الذي وضع ركن الأساس لأحد أهم أحيائها.. وتعد مركزاً رئيسياً، ونقطة أساسية لانطلاقة الدولة السعودية الأولى وتوحيدها تحت علم وراية سعودية واحدة نعتز بها إلى اليوم.. وحين نتأمل في موقعها الجغرافي يتضح لنا أنها تملك موقعاً استراتيجياً لعاصمة دولة كبرى حيث تقع على أحد أهم الأودية في نجد (وادي حنيفة)، فضلاً على أنها تقع على أحد أهم الطرق التجارية القديمة، الذي يأتي من جنوب شبه الجزيرة العربية، ويعد طريقاً للحجاج القادمين من فارس والعراق ووسط آسيا وكانوا يواصلون سيرهم عبر الدرعية إلى مكةالمكرمة.. وزادت أهميته بعد تأسيس الدرعية على يد مانع المريدي، الذي سعى هو وأبناؤه وأحفاده إلى تأمينه وخدمته.. بتأسيس الإمام محمد بن سعود للدولة السعودية الأولى أصبح هذا الطريق من أبرز الطرق التي تمر بها قوافل التجارة والحج، نتيجة لسياسة الإمام محمد بن سعود بتأمين هذا الطريق والارتباط بعلاقات مع القبائل التي يمر من خلال مناطقها، والاتفاق معها على ضبط الأمن وتقديم الخدمة اللازمة للمستفيدين منه.. وكانت «الدرعية» تتوسع بحسب الاستقرار السياسي، وهذه الأمور والدروس والتجارب المتراكمة الطويلة فهمها الإمام محمد بن سعود، الذي - بفضل الله ثم بفضل عبقريته - انتقلت دولة المدينة في «الدرعية» إلى مرحلة الدولة، التي تعارف المؤرخون على تسميتها ب «الدولة السعودية الأولى». وكانت الدولة السعودية منذ تأسيسها حتى يومنا هذا دولة عربية خالصة بحكامها وشعبها.. ويحق لنا أن نفتخر بتاريخنا وحاضرنا، فدولتنا لها تاريخ مجيد نستلهم منه قصص تأسيس وملاحم وبطولات خالدة، تذكرنا بأمجاد أئمة وأمراء وملوك بنوا الوطن بسواعد بطولية وأحداث تبقى على مر الزمان في ذهن كل مواطن.. ملاحم وبطولات خالدة الدرعية نقطة مهمة في تاريخ الدولة تأسيس دولة أساسها الإسلام المعتدل نقطة أساسية لانطلاقة الدولة الأولى نهضت تحت راية واحدة نعتز بها