دبت حالة من الرعب في أوساط صانعي القرار وأروقة المؤسسة التشريعية في لندن، بعد أن تبين أن الكثير من أسرار البرلمان البريطاني وأعضائه أصبحت في مهب الريح ومن الممكن أن تنكشف في أية لحظة. وفي التفاصيل التي انفردت بنشرها صحيفة «مترو» واسعة الانتشار في لندن، تبين أن أحد أعضاء البرلمان تعرض للسرقة وفقد حقيبة تبين أنها تحتوي على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، وجهاز الكمبيوتر اللوحي «آيباد» المخصص للعمل الذي حصل عليه من البرلمان لغايات القيام بمهمات وظيفته. وقالت الصحيفة إن سرقة الحقيبة تمت في إحدى الحانات التي كان يجلس فيها النائب في البرلمان، وتم استدعاء الشرطة ودعم تكنولوجيا المعلومات على الفور، بعد أن أبلغ العضو أن الأجهزة الرقمية تم الاستيلاء عليها. وأظهر تقرير الشرطة أن عمل النائب تأثر بسبب عملية السرقة التي تعرض لها، وأنه تم إبلاغ الشرطة بالحادثة وأصدرت رقماً مرجعياً لها. وقالت الصحيفة البريطانية إن مجلس العموم لم يكشف عن اسم النائب الذي تعرض للسرقة، ولكن النائب لديه عنوان بريد إلكتروني رسمي على موقع البرلمان البريطاني، كما أن جهاز الحاسوب اللوحي «آيباد» المسروق كان يُستخدم في مهمات عمله. ويقول التقرير الصحفي إن السرقة تم إدراجها من ضمن قائمة تضم ما يقرب من 30 قطعة فُقدت أو سُرقت من أعضاء البرلمان واللوردات خلال العام الماضي، وتتضمن أيضاً جهاز كمبيوتر محمول آخر سُرِق من مكتب داخل مبنى البرلمان. ويأتي الكشف في وقت يتزايد القلق بشأن الأمن السيبراني في مواقع الحكومة البريطانية، حيث تعد شبكة تكنولوجيا المعلومات جزءاً من البنية التحتية الوطنية الحرجة، وبحسب ما ورد فقد تم تشديد بروتوكولات أمن البيانات في البرلمان على مدار الأشهر القليلة الماضية، حيث تواجه الشبكة مستوى عالياً من التهديد من الهجمات الإلكترونية التي قد تضر بالمصلحة الوطنية إذا تم اختراق الدفاعات. وفي الشهر الماضي تم اكتشاف جهاز تتبع صيني قادر على نقل بيانات الموقع داخل سيارة حكومية بريطانية تستخدم لنقل الدبلوماسيين وكبار المسؤولين. وقال الرئيس التنفيذي لمزود الأمن السيبراني (Bulletproof) أولي بينسون روكسبو، إن الجهاز المسروق يمثل أخباراً مقلقة بالنسبة للأعمال التجارية، وأكثر قلقاً عندما يتعلق الأمر بالمستويات العليا للحكومة. وأضاف «بينما نأمل أن تكون البيانات الموجودة على الجهاز مشفرة، ما لم يتم تحديث الجهاز بشكل صارم، فهناك دائماً احتمال الكشف عن العيوب الأمنية، ما يشكل نقطة دخول محتملة لمجرمي الإنترنت». وتابع «عندما يكون لدى الأشرار وصول مادي غير مقيد إلى جهاز يمكنهم اختراقه في أوقات فراغهم.. وإذا كانت سرقة انتهازية، فإن أفضل نتيجة هي مسح الجهاز وفقدان أي بيانات حساسة. وخلاف ذلك، هناك مخاوف بشأن البيانات الموجودة بداخله وحتى الأمن القومي».