تواصلت سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، مع ذوي المواطن الوليد عبدالله الغريبي (رحمه الله)، وقدمت لهم التعازي والعون الكامل في هذا الظرف المؤلم، سائلةً المولى -عز وجل- أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهمهم الصبر والسلوان. وقالت سفارة المملكة في واشنطن، في بيان صحفي مساء أمس: «تابعت سفارة المملكة لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية ببالغ الحزن والأسى، ومنذ اليوم الأول وبالتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة في نيويورك، ملابسات مقتل المواطن الوليد عبدالله الغريبي، في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، حيث تبين أن الفقيد قُتل على يد مواطنة أمريكية تسكن في أحد الطوابق العلوية للمنزل الذي يسكن فيه المواطن». وأوضحت أنه تم القبض على المتهمة وهي قيد التحقيقات حالياً، مثمنةً ما تم من تعاون من قبل السلطات الأمنية الأمريكية في مدينة فيلادلفيا منذ وقوع هذا الحادث المؤسف. وبينت السفارة، أنه تم استكمال جميع الإجراءات اللازمة مع السلطات المعنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية لنقل جثمان الفقيد إلى المملكة. وكانت «عكاظ» قد نشرت أمس الأول (الجمعة)، إعلان شرطة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية القبض على قاتلة المبتعث السعودي الوليد الغريبي. وأوضحت الشرطة الأمريكية أن القاتلة التي تدعى «نيكول ماري رودجرز»، أقدمت على قتل المواطن «الغريبي» (الإثنين)، الماضي؛ وفقاً ل«وسائل إعلام أمريكية». وبينت الشرطة الأمريكية، أن رودجرز محتجزة لديها، وقد وجهت لها تُهم القتل والسرقة والسطو وحيازة أدوات الجريمة. وأشارت شرطة فيلادلفيا إلى أن «رودجرز» ارتكبت جريمتها الإثنين الماضي قبل الساعة ال12 ظهراً، إذ عثر على المبتعث الغريبي (البالغ من العمر 25 عاماً) متوفى في مكان الحادثة، في دورة مياه في الطابق الثالث من المبنى رقم 300 في شارع هانزبيري، في جيرمانتاون، حيث عثروا عليه مصاباً بطعنة في الرقبة. غدر وتخطيط للجريمة أكدت أسرة المبتعث الوليد الغريبي عدم صحة ما تداولته بعض المواقع بأن الجانية استغلت عرض المجني وجود أثاث لديه ويرغب في بيعه في تنفيذ جريمتها. وبين سلطان الغريبي «عم الوليد الغريبي»، أن تلك الأخبار غير صحيحة، فالجانية تسكن في شقة مقابلة للضحية، ووفق المؤشرات الأولية للتحقيق، أنها كانت تخطط لجريمتها منذ فترة، وقد أعدت العدة بحيث كانت تنوي الانتقال من الشقة وهو ما استغلته جيداً بعد أن طلبت من الوليد مساعدتها في حمل بعض الأغراض، التي زعمت عدم قدرتها على حملها في الوقت الذي جهزت فيه سكيناً، وما إن صعد الوليد لشقتها بالدور الثالث لمساعدتها حتى باشرت الغدر به. وقال عم الضحية: «تلقى الوليد طعنات في رقبته غير أنه (رحمه الله) حاول التخلص منها، وقد قام بمقاومتها غير أن جسده النحيل لم يستطع، فقد باشرت بطعنه عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده، وكانت حينها الأصوات عالية وهو ما دعا أحد قاطني المبنى لإبلاغ مالكة المبنى لاستطلاع الأمر». وأضاف: «في ذلك الوقت كانت الجانية قد وضعت الضحية داخل دوره مياة شقتها وأغلقتها، زاعمة أن تلك الأصوات بسبب كلبها، وأن الدماء على حذائها بسببه، وحاولت الخداع قبل التوجه لشقة الضحية لسرقة جواله وما لديه من موجودات وتفر من مسرح الحادثة». وبين أن مالكة المنزل استطلعت الأمر، وبحثت في شقة الجانية وارتابت من باب الحمام المغلق، ورغم طرقها عدة مرات لم تجد إجابة، وبعد أن فتحته شاهدت جثة الوليد داخله وقدمت بلاغها على الفور للشرطة. ونوه عمّ الضحية بقوله: «كان يتبقى على الوليد الغريبي مادة واحدة ليتخرج في مجال علوم الحاسبات ويعود إلى وطنه، ولكن الجانية غدرت به». وأشار إلى وجود والد الضحية في ولاية بنسلفانيا لمتابعة التحقيق والقبض على الجانية بعد أن تأكد لدى الجهاز الأمني تورطها. من جهتها، بينت صاحبة المبنى لوسائل الإعلام أن المبتعث السعودي الوليد الغريبي كان شخصاً خلوقاً ورائعاً، ومن أفضل الأشخاص الذين قابلتهم. وذكرت أن نيكول ماري المتهمة بارتكاب الجريمة كانت مستأجرة عن طريق موقع «آر.بي. إن. بي»، الذي يسمح بالإيجار لأيام، وقد استأجرت غرفة لمدة 18 يوماً لم تكملها. وأفادت أن ماري كانت لديها مشكلة على ما يبدو مع المبتعث الوليد الغريبي، لكنها أكدت أنه كان أفضل الزبائن الذين تعاملت معهم في هذا المنزل.