دان مستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية الدكتور أسامة الأزهري، قيام يميني متطرف بحرق المصحف الشريف بالقرب من السفارة التركية بالسويد، مؤكداً أن الواقعة همجية وعنصرية مرفوضة وتدفع إلى تأجيج الكراهية بين الشعوب، موضحاً أن العالم أجمع تابع تلك الواقعة أثناء إحدى المظاهرات التي تزعمها يمينيون متطرفون. وقال الأزهري في بيان له اليوم (الأربعاء) «لا يسعنا إلا استنكار مثل هذه الأفعال البربرية التي تغذي قيم الكراهية، والإقدام على حرق كتاب مقدس لدى طائفة هو عمل مجرد من دعاوى الفكر أو الرفض الثقافي أو السياسي أو حتى الديني لهذه الطائفة أو لبعض المنتسبين إليها». وأضاف «لا يمكن النظر إلى هذه الواقعة إلا كاستفزاز وتطاول ومساس بمعتقد يدين به ربع سكان الكوكب من المسلمين الذين لا يقبلون مساساً بالقرآن العظيم، لقد آلمني وهالني بصورة شخصية كما آلم وهال كل مسلم تألم لهذا الحادث البشع وهو ينال من معتقده ومن أقدس ما يؤمن به في حياته». وشدد الأزهري على الرفض وبصورة صارمة وبغضب بالغ أي نيل من مقدسات المسلمين، داعياً حكومات الدول التي ترعى أو تدعم أو توفر غطاء فكرياً وتسبغ نزاهة مفتعلة على أفعال كراهية محضة، بتوصيفها من أعمال حرية الرأي والتعبير، إلى إعادة النظر في تأجيج الكراهية جراء هذه التصرفات العدوانية الهمجية، مبيناً أن التصرف بمسؤولية حضارية وسياسية وإنسانية ذوقية ينبغي أن يمنع كل هذه الممارسات ويجهضها في مهدها، وأن النظر إليها كحرية رأي وتعبير إنما هو تلاعب وتغليف لكراهية محضة على عكس ما هي عليه حقيقة. وواصل «إذا كانت الإنسانية في هذا القرن تبذل مساعيها لأجل خلق مسار حواري بين الحضارات والأديان والثقافات، فإننا كمسلمين نرفض شكلاً وموضوعاً أي مساس بمقدساتنا، ونراه هدماً لجسور الحوار وارتداداً عن أخلاقيات الحضارات والأديان»، مطالباً الحكومات الأوروبية التي تتساهل مع مثل هذه الممارسات، في حين تنتفض ثائرة ضد ممارسات شبيهة تنال من أديان أو أعراق أخرى، أن تعيد النظر في مكاييلها الجائرة، كون العالم الإسلامي بأكمله لحمة واحدة وبيت واحد، يتأذى على نحو بالغ من هذه الواقعة المشينة، ويرتقب - في أقل تقدير- اعتذاراً لائقاً.