تتداول مواقع وسائل التواصل الاجتماعي أخطاء فادحة في مواضيع تمس صحة الإنسان، خصوصاً «العلاج الهرموني»، أصبح المرضى وأهاليهم في حيرة.. أضحوا عالقين بين الرغبة الجادة في علاج أبنائهم والرهبة من التداعيات غير الصحيحة التي يطلقها مروجو الشائعات.. البعض صدَّق هذه المعلومات المغلوطة بالخوف من «العلاج الهرموني».. وانعكس أثر ذلك على صحة الطفل المصاب على المدى القريب والبعيد.. والأطفال هم الضحايا ومن سيدفع الثمن للقرار الخاطئ لوالديهم في إيقاف العلاج الهرموني. وللأسف هناك عدة حالات تعرضت لمشاكل صحية بعد توقف العلاج الهرموني لعدة سنوات؛ أهمها: تعرضهم لقصر القامة وما يترتب عليه من التعرض للتنمر والانعكاسات النفسية، ومن ثم التوجه للأطباء ومطالبتهم بإنقاذ حالة الطفل. أغلب من نسألهم عن سبب التوقف عن علاج أبنائهم بهرمون النمو، يردون بأنها نصيحة تلقوها من جار أو صديق، أو قرأوها في المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومبررات تلك الأسر في الأخذ بهذه النصائح الخاطئة؛ حرصهم على صحة أبنائهم، فذهب ضحية هذه النصائح غير الصحيحة أطفال يحتاجون للعلاج بهرمون النمو، وتتحمل الأسرة مسؤولية ذلك. وثمة مقولة سادت في أوساط المجتمع جعلت بعض الأسر تتوقف عن علاج أبنائها، وهي «لا تلعب بهرمونات طفلك»، ظناً أن العلاج الهرموني لعب لا ضرورة طبية، والحقيقة أنه إذا لم يعالج الخلل الهرموني فسينتج أضراراً صحية مستقبلية، ولذلك يجب أن تدرك جميع الأسر أن «العلاج الهرموني» ليس رفاهية بل علاج تعويضي للخلل الهرموني، بمعنى أنه يعالج الخلل في إفراز الهرمون من الغدة النخامية. أخيراً.. أما الأسس الضرورية للعلاج الهرموني فهي: دقة التشخيص، والعلاج لدى طبيب متخصص في «غدد الصماء»، والمتابعة الدورية للطبيب دون انقطاع، وعمل الفحوصات الدورية، وتجنب الإنصات للشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.