رئاسة مجلس الوزراء في كل دول العالم أهم منصب سيادي للدولة، فتُرسم من خلاله سياسة البلد في كل مفاصل الدولة الداخلية والخارجية. في المملكة العربية السعودية يتولى هذا المنصب الملك شخصيًا، إذ تأسس مجلس الوزراء السعودي في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود 1932-1953م -رحمه الله وغفر له- وظل يدار هذا المنصب الرفيع من قبل الملوك السابقين حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله تعالى، والذي أصدر أمرًا ملكيًا في يوم 27 سبتمبر 2022 بأن يتولى رئاسة مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى مهامه ولياً للعهد. قد جاءت هذه الثقة الملكية السامية لسمو الأمير محمد بن سلمان، نظرًا لدوره الكبير في المرحلة الماضية من خلال إدارته لملفات كبيرة وحساسة في مفاصل الدولة السعودية. قام سموه بإحداث تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لأجل تحقيق رؤية 2030 التي تبناها عمليًا، حيث سعى من خلالها إلى التقدم في كل أركان الدولة بفضل المقومات التي تمتلكها وتفردت بها المملكة العربية السعودية بالمشاريع الفردية من نوعها على مستوى العالم، وهي نابعة من معتقداتها التأريخية والدينية والعربية الأصيلة التي استندت عليها. من هنا كانت الانطلاقة المبهرة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. إن الفكر النيّر وشعلة الحماس التي يحملها سمو الأمير محمد بن سلمان جعلت من المملكة في مصاف الدول الكبرى، لما لديها من إمكانيات مادية واقتصادية ومكانة روحية كونها مهبط الوحي وقِبلة المسلمين، وبذلك أصبحت شريكًا فاعلاً في صناعة القرارات الإقليمية والعالمية، وهذا جاء بفضل الله تعالى ثم بعمل وحكمة القيادة السياسية الرشيدة. إن رؤية 2030 التي يعمل عليها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تميّزت بالوضوح والشفافية والشمولية لتغطية كل مسارات التنمية، إذ تنطلق من واقع مدروس ومحسوب له في كل الاتجاهات، ومنها أن المملكة العربية السعودية أنموذج يحتذى به في كل دول العالم لإدامة مسيرة وطن قومي وآمن وشامخ يعتز بدينه وقيمه الإسلامية العُليا. أثبتت الأعوام الماضية وخاصةً في المجال السياسي أن الأمير محمد بن سلمان رجل دولة بكل المقاييس، حيث تميّز بالحنكة وبنظرته الشمولية للمستقبل، فضلًا على شجاعته وقدرته على اتخاذ القرارات المهمة، فيما شهِد له المجتمع الدولي بالجدية والتغيير والتحديث والقدرة على التأثير في السياسة الدولية من خلال حضوره المميز في القمم والاجتماعات الدولية، ليحظى بالاحترام والتقدير من قادة دول العالم أجمع، وعلى الصعيد الداخلي يطمح الجميع إلى سلسلة من الإجراءات التي سينهض من خلالها الأمير محمد بن سلمان بواقع المملكة أكثر مما ينعكس عليها إيجابًا حاضرًا ومستقبلًا.