بعد ساعات على إحباط مليشيا الحوثي للجهود الأممية بتمديد الهدنة الإنسانية في اليمن، اعترفت إيران بالتورط في إفشال تلك الجهود. وأفصح المتحدث باسم وزارة خارجية الملالي ناصر كنعاني اليوم (الإثنين)، عن الشروط والإملاءات التي بعثت بها لمليشياتها في صنعاء لعرضها على المجتمع الدولي. وقال كنعاني إن طهران سبق أن أعلنت أن استدامة الهدنة في اليمن رهن برفع العقوبات وإنهاء الحصار، باعتبار أن الهدنة ليست إلا مقدمة وخطوة لرفع الحصار، لكن الهدنة- بحسب زعمه -تمت من دون رفع العقوبات في إشارة إلى عدم منح مليشياته الترخيص بتسيير رحلات إلى إيران والدول الداعمة للانقلاب أمثال النظام السوري ومليشيا «حزب الله» في لبنان. وعلى وقع التصعيد الحوثي، أكدت مصادر عسكرية يمنية أن جبهات محافظة مأرب تشهد معارك عنيفة مستمرة إثر هجمات شنتها المليشيا، موضحة أن الجيش الوطني تصدى للهجمات في مديرية رغوان وجبهة الكسارة شمال غرب مأرب، فيما يخوض معارك عنيفة في محيط جبل البلقي الشرقي. وأفادت المصادر بأن قوات الجيش والمقاومة اليمنية أسقطت طائرة مسيرة حوثية أثناء تحليقها فوق المواقع العسكرية في جبهة رغوان غرب المحافظة، مؤكدة تكبد المليشيا خسائر فادحة في هجماتها وتسللاتها نحو مواقع الجيش الوطني في مختلف الجبهات. وأكد شهود عيان وسكان محليون في محافظة الجوف أن المليشيا الحوثية فشلت في إطلاق صاروخ باليستي من ضواحي مدينة الحزم، وأنه سمع دوي انفجار عنيف تبين أنه ناجم عن انفجار صاروخ حوثي قبيل إطلاقه. وكان المبعوث الأممي هانس غرندوبرغ أعلن الليلة الماضية مقترحات تقدم بها لتمديد الهدنة في اليمن، معرباً عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديدها. وقال غرندوبرغ في بيان إن المقترحات تضمنت دفع رواتب ومعاشات موظفي الخدمة المدنية، وفتح طرق محددة في تعز ومحافظات أخرى، وتسيير وجهات إضافية للرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة دون عوائق، وتعزيز آليات خفض التصعيد من خلال لجنة التنسيق العسكرية، والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين. وشملت أيضا الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة، وقضايا اقتصادية أوسع، بما في ذلك الخدمات العامة.