يسرنا أن يصادف اليوم الذكرى السنوية ال73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، شاركنا الأفراح مع الشعب السعودي قبل أسبوع احتفالاً بالعيد الوطني ال92 للمملكة العربية السعودية الصديقة، ويسعدنا تقديم أطيب التمنيات للآفاق المشرقة للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية. حققت كل من الصين والسعودية إنجازات مرموقة في عمليات تنميتهما خلال العام الماضي. في النصف الأول هذا العام، حقق الناتج المحلي الإجمالي للسعودية نمواً عالي السرعة بنسبة 11% في ظل موجات متكررة للجائحة ومواجهة الاقتصاد العالمي تزايد مخاطر ركود التضخم، فإن هذا الإنجاز مثير للإعجاب. أما الصين فنما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.1% العام الماضي. وفي النصف الأول هذا العام، صمدت الصين أمام ضغط الهبوط الاقتصادي وحقق اقتصادها نمواً بنسبة، 2.5% وزاد إجمالي قيمة الواردات والصادرات من السلع بنسبة 9.4% عما كان عليه في السنة الماضية. يشهد اقتصاد الصين انتعاشاً قوياً في النصف الثاني من العام الجاري، ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 4%- 5%، نرى من جميع النواحي أنه لم تتغير الأساسيات الاقتصادية الصينية المتوجهة إلى الوضع الأفضل الطويل الأمد. في مطلع العام الجاري، نجحت الصين في استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية والألعاب الأولمبية الشتوية للمعاقين ببيجينغ في جو اتسم بالبساطة والأمن والروعة. ونقرت تنمية الفضاء الصيني على«مفتاح التقديم السريع» خلال هذا العام، تم توسيع محطة الفضاء الصينية بأكملها، مما يتيح لرواد الفضاء البقاء في المحطة الفضائية لفترة طويلة لإجراء التجارب العلمية، وحقق القمر الاصطناعي «شي خه» اختراقاً جديداً في استكشاف الشمس. بلغ طول شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة في الصين أكثر من 40 ألف كيلومتر، ما يمثل أكثر من 70% من الإجمالي في العالم. تتعمق التنمية الخضراء للصين وتصبح آلية السياسات لتعزيز توفير الطاقة وخفض انبعاثات الكربون أكثر اكتمالاً، كما احتل إنتاج ومبيعات مركبات الطاقة الجديدة في الصين المرتبة الأولى في العالم لسبع سنوات متتالية. في النصف الأول من هذا العام، زادت القيمة المضافة للزراعة الصينية بنسبة 4.5% عما كان عليه في السنة الماضية، وبلغ إجمالي إنتاج الحبوب الصيفية 147.39 مليون طن، بزيادة 1% عما كان عليه في السنة الماضية. تطعم الصين ما يقرب من خُمس سكان العالم ب9% من الأراضي الصالحة للزراعة فى العالم و6% من موارد المياه العذبة في العالم، الأمر الذى يضمن أمنها الغذائي المكتفي ذاتيا بشكل فعال. الجدير بالذكر أن الصين سجلت أقل عدد تراكمي للإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19 بين الدول الكبرى الرئيسية في العالم. تلتزم الصين دائماً بفلسفة التنمية المتمحورة حول الشعب، وتعتبر تطلعات الشعب إلى حياة أفضل كهدف نضالها، كان اقتصادها ومجتمعها مستقرين لفترة طويلة ويتقدمان في طريق الازدهار باطراد، فإن معدل الرضى الذي يتمتع به الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية في نظر الشعب الصيني فوق 90% لسنوات متتالية. يصادف هذا العام الذكرى السنوية ال25 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم. وتخلق هونغ كونغ وضعاً جديداً من الحكم الرشيد والإدارة الطيبة مع تطبيق النظام الانتخابي الجديد، وتشارك بعمق في بناء منطقة خليج الكبرى المتكونة من قوانغدونغ، هونغ كونغ، ماكاو، لتشترك في مزيد من الفرص والفوائد التي جلبتها تنمية الوطن الأم وتدخل عصر تنميتها الجديد. تتعمق علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية باطراد بفضل الاهتمام المشترك والإرشاد الإستراتيجي بين كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تحافظ العلاقات الصينية السعودية على زخم تنمية صحية وثابتة وقوية. وتتعمق الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين باطراد، ويواصل التعاون العملي الثنائي في التقدم وتصبح التبادلات الشعبية والثقافية بشكل وثيق ومتزايد. تعد السعودية أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط لمدة 22 سنة متتالية، وبلغ حجم التجارة الثنائية 87.31 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، بزيادة سنوية قدرها 30.1%، أما في النصف الأول من هذا العام فيرتفع حجم التجارة بين البلدين بنسبة %43.7 إلى 52.75 مليار دولار أمريكي. تدعم الصين والسعودية بعضهما البعض دائما كشريكين إستراتيجيين شاملين في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما، وتُقدّر الصين دعم السعودية الثابت لمبدأ الصين الواحدة الطويل الأجل. تدعم وتمارس الصين والسعودية التعددية الحقيقية سوياً، وتعارضان الهيمنة وسياسة القوة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بذرائع «الديمقراطية» و«حقوق الإنسان» وترفضان «المعايير المزدوجة»، وتعملان سوياً على الحفاظ على السلام والأمن الإقليميين والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين سوياً. خلال هذا العام، وقعت شركة سينوبك الصينية وشركة أرامكو السعودية مذكرة التفاهم لتعزيز علاقات التعاون طويلة الأمد، وفتح مركز «فضاء المستقبل» في الرياض بعد إنشائه بتنظيم شركة هواوي للجماهير ويساعد على تنمية التفكير الإبداعي للشباب السعوديين، كما أكملت الشركة إنشاء السكك الحديدية الصينية المحدودة بنجاح التشغيل الفعلي لقطار المشاعر المقدسة فى موسم الحج عام 1443ه، حيث نقلت أكثر من 1.29 مليون من ضيوف الرحمن بأمان وسلاسة. فوق ذلك، أضاء «موسم الرياض» باللون الأحمر احتفالاً برأس السنة الصينية الجديدة القمرية، وأُقيمت مسابقة «الجسر الصيني» العالمية في الرياض للمرة الأولى بنجاح، وأقيم حفل تدشين «ركن الكتب الصينية» بمكتبة الملك فهد الوطنية. تتقدم الصين والسعودية يدا بيد على طريق تحقيق أحلام التنمية المشتركة. نحن على استعداد لمواصلة العمل مع الجانب السعودي في تعميق الثقة المتبادلة وتوطيد الصداقة القائمة وتوسيع التعاون الثنائي، من أجل تعزيز الالتحام المتعمق لمبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية 2030» وزيادة توسيع وتعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، مما يعود بأكبر نفع على البلدين والشعبين. تشترك الصين والعالم في فرص التنمية والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك. إن التعاون المنفتح يمثل التيار التاريخي، والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك من تطلعات الشعوب. خلال العام الماضي، واصلت الصين رفع راية السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك، وطرحت بالتتابع مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، مما يسهم بالحكمة الصينية في تحسين نظام الحوكمة العالمية للتنمية والأمن، وظلت تلتزم بكونها من بانيي السلام العالمي والمساهم في التنمية العالمية والمدافع عن النظام الدولي والمزود بالمنفعة العامة. تعمل الصين بثبات على تعميق الانفتاح رفيع المستوى بشكل شامل، تجعل السوق الصينية السوق التي يتقاسمها العالم لتوفير مزيد من الفرص في التنمية الاقتصادية لدول العالم من خلال منصات التبادل التجاري والاقتصادي الدولية الكبري مثل إقامة معرض كانتون، ومعرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، ومعرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية وغيرها. يحظى البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق» بالمزيد من الترحيب من البلدان، حيث وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون مع 149 دولة و32 منظمة دولية، وخلقت 392 ألف فرصة عمل للدول المعنية في إطار المبادرة. في عام 2021م، بلغ إجمالي حجم تجارة السلع بين الصين والدول على طول «الحزام والطريق» 7.1 تريليون دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 23.6%. تقوم الصين بالتعاون الدولي في مكافحة وباء كوفيد-19. وقدمت الصين تباعا عددا ضخما من المواد لمكافحة الجائحة والوقاية منها إلى 150 دولة و13 منظمة دولية، وأرسلت 37 فريقاً من الخبراء الطبيين إلى 34 دولة، وقدمت أكثر من 2.1 مليار جرعة من لقاحات كوفيد-19 لأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية. فضلا عن ذلك، تعمل الصين بنشاط على إجراء تعاون الجنوب-الجنوب ومدت يد العون إلى البلدان النامية في وقت الشدة. تم تنفيذ المشاريع التابعة لبرنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدةوالصين لإجراء تعاون الجنوب-الجنوب في 20 بلداً، وانتشر الأرز الهجين الصيني في عشرات البلدان والمناطق، مما يفيد أكثر من 100 ألف شخص بشكل مباشر. قدمت الصين على التوالي عدة دفعات من المساعدات المادية الإنسانية لأوكرانيا، وقدمت يد العون إلى سريلانكا، وساعدت أفغانستان في أعمال الإغاثة ما بعد الزلزال، ودعمت باكستان بنشاط لمواجهة الفيضانات الشديدة. تلتزم الصين في قلبها بحمل مصالح الدنيا ووضع العدالة في المقام الأول، وتواصل إسهام جهدها في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. نحن على استعداد للعمل جنباً إلى جنب مع شعوب العالم للحفاظ على الأمن والسلام سوياً، وتعزيز التنمية العالمية، في سبيل بناء عالم أفضل بعد الوباء بشكل مشترك.