الاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو احتفاء بالمسيرة المباركة لهذه البلاد، التي أطلقها الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، وما وصلت إليه المملكة اليوم من السؤدد والمكانة، والنهضة والنمو، في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بما يؤكد كيف يمكن بالهمة والإصرار والنظرة المتفائلة والسواعد المتكاتفة، والفكر الواعي الطموح الوصول لنهضة عصرية متجددة تواكب التطور، وتنمية مستدامة متوازنة، ونقلات نوعية متلاحقة، وإنجازات مستمرة متواصلة، تتناول في مستهدفاتها كافة المحاور السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية وبعائد ملموس وأثر فعال امتد محليًا وعالميًا وبعمق إستراتيجي ليست له حدود، كما تجلى فيها نهج القادة في بناء الإنسان كمرتكز تقوم عليه الخطط التنموية، وديدنهم في تبنّي مقومات تمكين الشباب والثقة في قدراتهم والاستثمار الأمثل لإمكاناتهم، ودعم الروافد الأساسية لتهيئتهم وإعدادهم وتحفيزهم والتي يأتي في مقدمتها التعليم بتعدد طرقه ووسائله. وتتوالى مسيرة الخير والنماء في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لنقف اليوم شاهدين على حجم مسيرة الإنجاز والتطور والازدهار الذي يشهده وطننا بفضل الله ثم بفضل قيادة حكيمة ورؤية طموحة مكّنت شباب الوطن من المشاركة الفاعلة في ازدهاره وتقدمه. واليوم تستمر المسيرة نحو مستقبل أكثر إشراقًا لهذا الوطن الشامخ بقيادة حكيمة وضعت مصالح الوطن ورقيه وازدهاره ورفاهية مواطنيه في مقدمة أولوياتها؛ لذا فإن ذكرى اليوم الوطني تجسد قصص الكفاح والتضحيات التي قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- لتوحيد هذا الكيان الشامخ تحت راية التوحيد، كما وضع أرضية صلبة أسس من خلالها قاعدة انطلاق راسخة لتأسيس دولة ذات كيان واستقلالية استطاعت خلال عقود أن تضع نفسها على خريطة الدول ذات الأهمية العالمية، وحوّل بلاده إلى رقم صعب في المعادلة الدولية الراهنة، كما استطاعت القيادة السعودية بعد رحيل المؤسس أن ترسو بسفينة الوطن في بر الأمان ونجحت في قراءة أحداث العالم وجنبت البلاد الكثير من الأحداث والهزات العالمية وحققت إنجازات تنموية لافتة. ومناسبة هذا اليوم تأتي لتعزيز قيم الوحدة والتحفيز لرؤية واعدة بالخير والتقدم والرقي والرخاء للبلاد في شتى المجالات؛ حيث تمثل رؤية 2030 خارطة طريق لعمل إستراتيجي من شأنه نقل المملكة نحو التنمية الشاملة ورسم ملامح مستقبل يعد بالنماء والبناء. وفي هذا المقام أتقدم بالتهنئة الخالصة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، -حفظهما الله- سائلاً المولى -عز وجل- أن يسدد على الحق خطانا، وأن يجعلنا منابع خير لا تنضب، ومنابر لعطاءات لا تكل ولا تخبو لعمارة هذه البلاد ورفعتها.