تتصدر تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد والأمن الغذائي أجندة وزراء دول الاتحاد الأوروبي خلال لقائهم في بروكسل اليوم (الجمعة)، ويُعقد اجتماع في تورينو لمناقشة سبل دعم كييف. ويجيء اجتماع بروكسل الذي يعقده مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي على مستوى وزراء التنمية وسط تحذيرات من أزمة غذاء عالمية، وسط اتهامات لروسيا بالمسؤولية عن هذه الأزمة. وتقول الحكومة الألمانية إن موسكو تمنع تصدير 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا إلى شمال أفريقيا وآسيا في المقام الأول، وإن معظم هذه الكمية منعت من التصدير عبر ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود. ومن المقرر أن يبحث وزراء الاتحاد الأوروبي سبل تخفيف نقص الغذاء عالميا، بما في ذلك طرق التصدير البديلة المحتملة. وتعتزم ألمانيا التقدم بمشروع تشكيل تحالف للأمن الغذائي العالمي، وافق عليه وزراء التنمية في دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى أمس (الخميس). ويناقش اجتماع بروكسل آثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة على مستوى العالم، إضافة إلى التوازنات المالية وارتفاع مستويات الديون، ويبحث الوزراء سبل التضامن الأوروبي مع البلدان الشريكة التي تعاني من آثار الحرب، في ظل ارتفاع أسعار الطاقة والحبوب. وتبادلت الولاياتالمتحدةوروسيا في مجلس الأمن الدولي أمس الاتهامات بالمسؤولية عن تدهور الأمن الغذائي العالمي. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الاجتماع «توقفوا عن تعطيل موانئ البحر الأسود، اسمحوا بحرية التنقل للسفن والقطارات والشاحنات التي تنقل الأغذية من أوكرانيا». واتهم روسيا باستخدام الجوع أداة حرب، وقال إن تصرفات موسكو تنتهك قرار مجلس الأمن رقم 2417 الذي يدين تجويع المدنيين. فيما ندّد السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فاسيلي نبينزيا بوجود نية غربية لتحميل روسيا مسؤولية مشاكل العالم كافة، رافضا كل الاتهامات الغربية لبلاده. وقال نبينزيا إن الأزمة الغذائية التي يشهدها العالم كامنة منذ زمن، وأسبابها الجذرية ترجع إلى «دوامة التضخم» جراء تزايد التكاليف والصعوبات اللوجستية و«عمليات المضاربة في الأسواق الغربية». من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «إن حل مشكلة انعدام الأمن الغذائي يتطلب إعادة دمج المنتجات الأوكرانية والروسية والبيلاروسية في الأسواق العالمية». وأضاف أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الصادر هذا العام ذكر أن 276 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع الشديد، وسيرتفع العدد بمقدار 47 مليون شخص إذا استمرت حرب أوكرانيا. من جهة أخرى، يعقد وزراء خارجية منظمة مجلس أوروبا اليوم (الجمعة) في مدينة تورينو الإيطالية أول اجتماع لهم بعد إعلان روسيا انسحابها من المنظمة. وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو: «إن مساعدة أوكرانيا أهم أولوية للمنظمة حاليا»، معتبرا أن الحرب عليها تمثل تهديدا للسلام في أوروبا والعالم. وأفاد رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال بأن الاتحاد الأوروبي صرف دفعة جديدة من مساعداته المالية لأوكرانيا. وكتب على حسابه في تويتر: اليوم صرف الاتحاد الأوروبي دفعة جديدة بقيمة 600 مليون يورو في إطار البرنامج الطارئ للمساعدة المالية للاقتصاد الكلي لأوكرانيا.