الحب كقيمة بعيداً عن الورد الأحمر والدببة الصغيرة التي اختزلت معانيه في ماديات لا ترقى إلى مستواه. الحب عندما نصنفه كوعي في سلم درجات الوعي حسب تصنيف الفيلسوف الأمريكي والكاتب الدكتور ديفيد هاوكينز هو على درجة 500. وهو تصنيف عالٍ على حسب سلم هاوكنز المتدرج من الصفر في القسم الأول الوعي المنخفض إلى درجة 1000 درجة الاستنارة في القسم الرابع من الوعي العالي. درجه الحب في القسم الثالث من هذا السلم ويصنف بدرجات قمة الوعي العالي والإيجابية المرتفعة. قيمة الحب في الوعي هي حب لا مشروط هي نعيم الجنة في الدنيا. هو الحب لأجل الحب ولأجل إله الحب الله، ومن أحب الله بالمعنى الحقيقي سوف يفهم الحب الحقيقي بأشكاله وصوره وألوانه. الحب هو أفضل حالة تشعر بها بانسجام سواء مع كتاب أو كوب قهوة أو حديث عابر مع أحدهم بتناغم أفكار دون إصدار أحكام. قيمة الحب هو شعور الرضا والأنس بأدق التفاصيل الصغيرة. الحب هو فرحة وابتسامة العائلة والأصدقاء. وعلى مستوى متفرد الحب هو سخاء الروح وهو روح عطاؤها نور وسعادة ورضا وانسجام لا متناهي. لأنه سخاء المشاعر بإيثار ونقاء ولمعة صفاء بثقة وشموخ. وكل سخي روح تجد لديه قيمة الحب عالية وتجده يرى العالم بعين الرضا والسعادة ويتذوق تفاصيل الحياة بحب وامتنان، وهذا أجمل صور جمال قيمة الحب. ومن صور الحب أولئك الذين يحفرون ويزرعون معك بذور الأزهار وينتظرون معك حتى تزهر وتنبت، لا من يأتون متأخرين لرؤية منظر الأزهار في نهاية الرحلة والطريق. قال ابن الرومي في الحب: «إذا أحببت زهرة فقطفتها فقد أمتها، ما تسبب بموتها هو الحب لذلك دع الزهرة لكينونتها، الحب ليس التملك إنما التقدير والاحترام». عميق وصف الكينونة هنا في هذه المقولة، وهو أبلغ وصف لسخاء الروح في الحب، أن تترك الزهرة لكينونتها باختيارها وقناعتها، وتحب هذه الزهرة فقط لكونها زهرة ليس كما تحب أنت ترى كيف تكون وبأي حالة ولون تكون الزهرة. فمن يفهم الحب كقيمة هو يحب الكينونة لنفسها وللآخر، وهذا عمق الحب اللا مشروط. فقد قيل أيضاً في حرية الحب اللا مشروط مقولة عميقة الدلالة: «أعطِ من تحب أجنحةً ليطيروا، وجذوراً ليعودوا، وأسباباً ليبقوا». الحب كقيمة وعي هو نبع لا ينضب لا يغيره زمان أو مكان أو بعد أو لقاء هو أنت والآخر معاً في رحلة حياة بانسجام روحي عالي الترددات. هو أصل الشفاء الروحي، بل إنه معادلة اتزان دقيقة بين الاكتفاء والاحتياج. هو ذلك الشعور الذي يبدأ في الأثير وعبر الأثير ويستمر أيضاً هناك في الأثير. هو طائر محلق بحرية وحب وأينما يتواجد تشع موجاته ضياء وحكمة وسلاماً في مكانه؛ لذلك هو درجة وعي عالية جدّاً لا يفهمها من اختزل هذا المعنى العظيم في وردة حمراء أو يوم فلنتاين أو شهر فبراير. ولا تنسوا أن الحب وردة خضراء في قلوبكم وليست حمراء، فاهدوها لأنفسكم قبل الآخرين، فالآخرون يحتاجون الشعور بها إذا كانت تشع حبّاً وسلاماً ونوراً من الأعماق.