لم يعد كوفيد-19 ذلك «البعبع» الذي تُفرد له المساحات في الأجهزة الإعلامية؛ على رغم أنه لا يزال يتفشى ويقتل ما لا يقل عن 8 آلاف شخص كل يوم في أنحاء العالم. ليس بسبب تقليص الاهتمام بكوفيد-19 الأرقام؛ ولا الأعراض التي تسببها سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً؛ وإنما هو أساساً التعويل على اللقاحات الجديدة، خصوصاً القائمة على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي (لقاحا فايزر-بيونتك وموديرنا). وذكر مسؤولو شركة موديرنا الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي أنهم يعتقدون بأنه ستكون ثمة حاجة إلى جرعة رابعة من لقاح موديرنا في وقت ما قبيل انتهاء 2022. وعزوا ذلك إلى انحسار المناعة المتأتية من الجرعات الثلاث السابقة. وهو بالطبع خبر سار لمالكي موديرنا والمستثمرين فيها؛ إذ إنه يعني أن مبيعات الشركة ستحقق زيادة كبيرة جراء الجرعة الرابعة المرتقبة. وقدر الرئيس التنفيذي لموديرنا ستيفن بانسل مبيعات لقاح موديرنا خلال 2022 ب 19 مليار دولار. وفي سياق العقلية القديمة السائدة في التعامل مع لقاحات كوفيد-19؛ تساءلت صحيفة «أوبزيرفر» الأسبوعية البريطانية أمس: هل سنحصل على لقاح وحيد قادر على صد جميع السلالات المتحورة؟ وهو ناجم عن إعلان الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي أنها ستوفر جرعة رابعة لجميع من تجاوزت أعمارهم 75 عاماً. ولم تستبعد الحكومة البريطانية أن تكون ثمة حاجة إلى جرعة تنشيطية رابعة خلال الخريف القادم. وأكدت الأوبزيرفر أن الإبرة الوحيدة من لقاح دائم المفعول ضد كوفيد-19 هي حلم مشروع، يسعى عدد من الباحثين إلى تحقيقه، بابتكار لقاح يستطيع أن يصد أية سلالة قد تظهر من فايروس كورونا الجديد. وأشارت إلى أنه سبق لخبير مكافحة الأمراض المُعدية الأمريكي الدكتور أنطوني فوتشي، أن طالب الباحثين بتطوير لقاح جامع، لا يوفر حماية من فايروس سارس-كوف2 فحسب؛ بل من جميع سلالات فايروس كورونا المنتشرة في عالم الحيوان، ويخشى أن تقفز في أي وقت لتنتقل إلى الإنسان، فتتسبب بذلك في وباء عالمي جديد. وأكد فوتشي ذلك بتضمينه في مقال نشرته له مجلة نيو إنغلاند الطبية المرموقة. وهو حلم يؤكد غالبية العلماء أنه ليس خيالاً، أو وهماً. فقد كان ظهور لقاحات كوفيد-19 قبل مرور أقل من سنة من اندلاع نازلة كورونا حدثاً غير قابل للتصديق. وعلى رغم أن تلك اللقاحات تم إنتاجها بناء على السلالة الأصلية للفايروس، فهي لا تزال فعالة، وصامدة، وقادرة على منع تدهور الإصابة بآخر ما تفتق عنه الفايروس من متحورات، وعلى تقليص احتمالات الوفاة بتلك الإصابة. ويقود الدكتور كيفون مجرد فريقاً من الباحثين، في معهد الأبحاث التابع لمستشفى والتر ريد بولاية ماريلاند الأمريكية، للعمل على ابتكار لقاح يستطيع توفير أكبر قدر من الحماية ضد جميع السلالات الفايروسية. وبالطبع فإن هؤلاء العلماء ينظرون إلى مستقبل سيصبح فيه كوفيد-19 مرضاً متوطناً محلياً، مثل نزلة البرد. لكنه قادر بالطبع على أن يصبح وباء عالمياً. سكري كوفيد... يختفي مثل سكري الحمل؟ ذكرت نتائج دراسات حديثة أن المرضى الذين يصابون بأشد أعراض مرض كوفيد-19، قد يصابون أيضاً بالسكّري. لكن هذه الأبحاث تبشرهم بأن مستويات السكر في دمائهم يمكن أن تعود إلى مستوياتها الطبيعية عقب تعافيهم من كوفيد-19. وتابعت إحدى الدراسات 594 مريضاً ظهرت عليهم أعراض السكري أثناء تنويمهم في المستشفيات بكوفيد-19، منهم 78 لم تسبق إصابتهم بالسكري أصلاً. وبعد نحو سنة من تعافيهم، عادت مستويات السكر في الدم إلى طبيعتها لدى 40% ممن أصيبوا بالسكري للمرة الأولى في حياتهم بعد تأكيد إصابتهم بكوفيد. وخلص الباحثون، في دراستهم التي نشرتها «مجلة السكري ومضاعفاته» إلى أن مثل هذه الإصابة بالسكري قد تكون عارضة، وربما تكون ناجمة عن التوتر الشديد المرتبط بالإصابة بالفايروس. وقالت قائدة فريق البحث الدكتورة سارة كرومر إن النتائج تشير إلى أن النقص الطارئ على قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين هو أمر عارض، وليس دائماً. وأضافت أن مثل أولئك المرضى قد يحتاجون إلى الإنسولين وأدوية السكري الأخرى لفترة قصيرة. لكنها قالت إن الأطباء يتعين عليهم متابعة هذه الحالات من كثب، وبعناية خاصة.