في قضية توقيع النجم الدولي «محمد كنو» لناديين، نحن أمام أمرٍ مختلفٍ، يدخل ضمن سياق احترام الأنظمة والقوانين الصادرة عن اتحاد الكرة المعنية بها لجنة الاحتراف، وهي بالمناسبة تتطابق مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومن الطبيعي أن تحظى باحترامٍ أثناء تطبيقها، ويجب مراعاة كل تفاصيلها. والالتفاف عليها، ومحاولة تمييعها؛ لتصبح مناسبةً لبعض المواقف الخاطئة، سيفقدها قوتها، ويجعل الجميع يفكر بمحاولاتٍ عدة للتطاول عليها وفق مصلحته الخاصة، وبالتالي ستعمّ الفوضى، وتصبح منافسات كرة القدم مفتقدة للعدل والمساواة، ومع الوقت ستصبح كفّة المنافسة في اتجاه واحد، ليحتكر البطولات النادي صاحب النفوذ والسلطة الأقوى، إما بالإعلام أو بالجماهيرية، والذي بمقدوره التحايل على الأنظمة والقوانين. وحتى لا يحدث هذا يجب أن يتجرد اتحاد الكرة من كلّ الاعتبارات، وينسى قوة هذا النادي أو ذاك، ويطبق أنظمته وقوانينه على الجميع؛ حتى يعمّ العدل بين المتنافسين، إذ لا يليق بالدوري الذي صُرفت عليه المليارات أن يصبح بهذا الضعف والهوان أمام تطبيق القوانين! لذا فإن الاتحاد السعودي اليوم أمام قضيةٍ كبيرةٍ وليست سهلة، ويجب أن يحافظ فيها على قوته كاتحاد مُشرِّع يقدم عملًا تنظيميًّا وقانونيًّا بالشكل المطلوب، فكل ما في الأمر هو تطبيق نصوص القانون وأنظمته على نادٍ ولاعبٍ وقّع مع ناديين في الوقت نفسه، دون النظر لأي اعتباراتٍ أخرى، فالنادي الذي يضع لنفسه مبررات حتى لا تطاله العقوبة، يجب أن يكون الرد وفق الأنظمة ومواد القانون الموضوعة، وحين يحاول اتحاد الكرة مراعاة أي تفاصيل مقدمة لا تنسجم مع الأنظمة ومواد القانون؛ فهو بالتالي يخالف تشريعاته الموضوعة مسبقًا. إن لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي معنيةٌ بمتابعة القضية بكل تفاصيلها؛ حتى تخرج قراراتها منطقيةً ومقبولةً لدى الوسط الرياضي، ومَن يقع عليه الخطأ تطبق عليه مواد القانون الموضوعة في هذا الخصوص، وإن حدثت أي محاباةٍ فإن الجميع سيفقد الثقة في كل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، فالقانون يُحترَم في كل دول العالم، وحين لا يُحترم فإن هذا يدخل في باب الفساد، ويجب أن يكون هناك تدخل من الجهات المعنية بضبط التجاوزات، وحماية تلك الأنظمة والقوانين في أي مجالٍ من مجالات الحياة، وعلى الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة «ياسر المسحل» أن يعي ويستوعب مدى فهم المتابع الرياضي، وعمق ثقافته الرياضية، وقدرته على معرفة القوانين ومواد النظام، وبالتالي قدرته على استنباط الأحكام والقرارات، وإن صدر ما يخالفها سيكثر اللغط، وتزيد الشكوك، وتصل درجات الاحتقان الجماهيري لذروتها، وتصبح المنافسة فاقدة للثقة، ونحن نؤمن كثيرًا بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم لن يقبل أن يفقد الثقة؛ لذلك نحن ننتظر انتصار الأنظمة والقوانين في قضية الكابتن «محمد كنو»، ولا نريد مداعبة عواطف الجمهور «بديباجة» وجود هذا اللاعب أو ذاك في المنتخب، ويجب مراعاة هذا الأمر حتى لا يخسر المنتخب خدماته، منتخبنا لن يخسر بغياب لاعبٍ تعمد مخالفة الأنظمة والقوانين فمن سيخسر هي الأنظمة والقوانين كقيمة نتطلع من خلالها إلى ضبط العمل التنافسي بين الأندية. ويكفي تصريح رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم «ياسر المسحل» مؤخرًا بخصوص تصرف الكابتن «سالم الدوسري» ضد زميله لاعب النصر «أنسيلمو»، الذي لم يوفق فيه، ولم تكن معلومته صحيحة، وهذا أمر يترك استفهاماتٍ كثيرةً، ويفتح الأبواب على مصرعيها للتأويلات والاستنتاجات البليدة التي تربك العمل وتجعله تحت الضغط! لو نجح الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلًا في لجنة الاحتراف بتطبيق الأنظمة والقوانين في قضية «محمد كنو»، فهذا يعني انتصارًا كبيرًا لسيادة القانون وهيبته، ولن يصبح بمقدور أي نادٍ أو لاعبٍ أن يتجرّأ على مخالفتها بعد ذلك، وإن حدث العكس ستصبح فكرة التجاوزات واردةً في المستقبل، خاصةً من الأندية الكبيرة. ودمتم بخير،،،