تُعد لعبة الشطرنج من أشهر وأقدم الألعاب اللوحية التي يلعبها لاعبان على لوحة مرقعة باللونين الأسود والأبيض غالباً، بواسطة قطع مخصصة لكل لاعب مختلفة باللون تستخدم لمهاجمة وأسر قطع الخصم، وللدفاع عن بعضها بعضا لتحقيق الهدف من هذه اللعبة وهو محاصرة ملك الخصم بوضعية لا يمكنه الفرار بعدها، كما يمكن أن تنتهي اللعبة بعدة نتائج، إمّا الفوز وإما الخسارة وإما التعادل، وكل ذلك وفقاً لقواعد معينة وثابتة، وفي المباريات التي تتنافس فيها الفِرَق، يتم تسجيل الفوز كنقطة واحدة، والتعادل بنصف نقطة، والخسارة بلا نقاط. وتعدّدت الآراء حول منشأ لعبة الشطرنج، إذ يُرى أنها استوحيت من لعبة لوحية استخدم فيها النرد تسمى الشاطرونجا حيث نشأت هذه اللعبة في الهند على يد شخص يدعى شانو نانا، في القرن السادس ميلادي، ثم انتشرت إلى دول وثقافات مختلفة في ما بعد، كأوروبا عن طريق الحروب، وكل من الصين، وبلاد فارس، ولكن هناك لعبة في الصين نشأت في القرن الثاني ميلادي وتمتلك نفس شكل لعبة الشطرنج. في حين ترى بعض النظريات أن بداياتها تعود إلى العصور الوسطى معتمدةً في قولها هذا على تصميم لوح الشطرنج وتقسيماته، وأشكال القطع وكيفية حركة كل قطعة، حيث يعكس هذا كله صورة الحياة في العصور الوسطى، وقد شهدت هذه اللعبة تغيُّرات جذرية منذ نشأتها طالت شكل قطعها وعددها، وطريقة حركتها. عرفت لعبة الشطرنج باسم «اللعبة الملكية» بسبب شعبيتها بين النبلاء حيث تعتبر الشطرنج واحدة من الألعاب التي يمارسها السياسيون العظماء والأدباء المشهورون خلال أوقات فراغهم، وفي القرن السادس عشر كانت تُدعى اللعبة الملكية نظراً لولع العائلة الملكية البريطانية بلعبها. تطوّرت لعبة الشطرنج وانتشرت في مناطق مختلفة من العالم بخصائص مختلفة، وكانت اللعبة مفضلة لعدد من ملوك أوروبا، مثل هنري الأول وهنري الثاني وجون وريتشارد الأول ملوك إنجلترا، وإيفان الرابع ملك روسيا، وفيليب الثاني وألفونسو العاشر في إسبانيا. وتعد الشطرنج من اللعب المحبّبة لدى الكثير من الناس، فهي عبارة عن فن فيه الكثير من الإبداع، بالرغم من أن الصورة المطبوعة في أذهان كثيرين عن الشطرنج أنها لعبة بسيطة وتُمارس لتمضية الوقت، ولكن الحقيقة الشطرنج ليست فقط لعبة إنما هي فن ويحتاج هذا الفن لتشغيل العقل، ولحنكة وذكاء، وهو عبارة عن علم يُدرّس؛ لأنه يُعلّم الشخص كيف يصبح ويكون لديه قدرات عقلية تتعامل مع المشاكل وعيوب التي يمر بها، ففيه تدريب وتعليم. لعبة الشطرنج من العاب الملوك التي جذبت عائلة الجوهرة الحسن لممارستها والخوض في أعماقها لدرجة عشقهم لها. عائلة عشقت لعبة الشطرنج وجعلت كل من حولها يعشقونها لما وجدوا فيها من التحدي والحماس والمتعة، إذ تُدرب الشخص على التركيز والإبداع وتُنمي قدرة الشخص على اتخاذ القرارات. الجوهرة الحسن، قالت: في بداية حياتي الشطرنجية تعلمت لعبة الشطرنج من زوجي هو من اكتشف موهبتي منذ أكثر من 20 عاماً، عندما شاهدته يلعب مع أحد إخوته جذبتني هذه اللعبة وتحريك الاحجار طلبت منه أن اتعلمها منه، هو من اكتشف موهبتي وقدرتي على التعلم، وقتها كُنت عضوة اللجنة السعودية للرياضات الذهنية حيث تأسست (الجمعية السعودية للشطرنج عام 2010) من مجموعة من محبي الشطرنج كونوا الجمعية السعودية للشطرنج. هذه كانت بدايتي لدخول لمجال رياضة الشطرنج وكوني في وسط عائلة شطرنجية من زوجي وأولادي وبناتي وأشاهد عائلتي تمارس اللعبة التي أحبها وأعشقها يعطيني شعورا بالفخر والسعادة. تابعت الجوهرة حديثها قائلة: تواجدت في المنافسات والمسابقات مع ابني سعود في بطولة البحرين وبطولة المملكة مع ابنتي دينا وحققت عدداً من البطولات على مستويات دولية ومحلية ثم حققت أفضل لاعبة سعودية وحققت الميدالية الفضية وحصلت على المركز الثاني في أول بطولة دولية في المملكة للسيدات وحصلت على المركز الأول في بطولة حائل 2021 وحصلت على دورات تحكيم داخل المملكة وخارج المملكة وحصلت على مدرب معتمد للشطرنج. وأضافت الجوهرة: أحصد إنجازات كبيرة والله الحمد، ومؤسسة للقسم النسائي للشطرنج السعودي، وحكمت جميع البطولات في المملكه ما عدا البطولات التي شاركت فيها كلاعبة في جامعة نورة وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الطائف ومن البطولات التي شاركت فيها بطولات الطائف ونادي الوحدة ومدارس الحمراء وجميع البطولات النسائية التي أقيمت. الجوهرة أضافت أن هناك إقبالا كبيرا من الرجال والسيدات على لعبة الشطرنج. «لكن الرجال سبقونا في نشر اللعبة لوجود ملتقى يمارسون فيه لعبه الشطرنج. أقمنا العديد من البطولات في مختلف مناطق المملكة وكل مرة يزيد إقبال محبي الشطرنج وغيرهم». وأكدت الجوهرة إيمانها بمقولة «من جد وجد ومن زرع حصد» قائلة: من الأشياء الجميلة التي أضافتها رياضة الشطرنج لي أنها علمتني الصبر والتركيز والتخطيط للمستقبل. واختتمت الجوهرة بأن رؤية المملكة 2030 نهضت كثيرا بمستقبل الرياضة وخاصة رياضة الشطرنج فلها مستقبل مبهر بإذن الله. على خطى والدتهن نشأت العنود إسحاق في بيئة محبة للشطرنج فوالدتها الجوهرة الحسن رئيسة اللجنة النسائية في الاتحاد السعودي للشطرنج ووالدها من محبي هذه اللعبة. قالت العنود الابنة الكبرى: عملت مدربة في أحد مراكز التدريب للشطرنج وأيضاً نظمت بطولة دولية في المركز وحصل على المركز الأول أحد طلابي المتميزين خالد بانا، كما أشعر بالفخر أنه حصل على 3 نقاط في بطولة دولية أخرى شارك فيها وحضرت عدة دورات تدريبية في مجال التحكيم والتنظيم وأيضا دورة مدربي الشطرنج واتجهت لمجال التحكيم أكثر من مجال اللعب خاصة أنني كنت الحكم الوحيدة في المملكة التي تجيد برنامج الSwiss Manager الخاص بعمل البطولات وكذلك اعتمادي من قبل الاتحاد السعودي للشطرنج يتوجب علي مهمة التحكيم في كل بطولة. وزادت العنود: والداي لهما الفضل في دخولي رياضة الشطرنج كنا نشاهدهما يلعبان الشطرنج وهذا الذي شجعني على الدخول في هذا المجال وهما يعتبران الدافع الأساسي على التطور والتقدم الذي أنا فيه الآن، لقد نافست كثيراً مع والدتي في بطولات دولية خارج المملكة وبالتأكيد أنها أفضل مستوى مني نظراً لخبرتها الكبيرة في اللعب. أما الشقيقتان الصغيرتان سارة ودينا ابنتا الجوهرة فقالتا: بدأنا الشطرنج في سن صغير جداً كوننا من عائلة شطرنجية من الأب والأم والاخوة.. بدأ الأمر من المنزل والدي والدتي هما من عشقا هذه اللعبة وعلمانا إياها في الصغر وتعلقنا بها كثيراً.. وجود عائلتنا في مجال رياضة الشطرنج دعم قوي لنا على دخولها والتميز والتقدم في لعبة الشطرنج وبسبب دعمهم لنا نحصل على المراكز الأولى ولله الحمد، شاركنا في بطولة خارجية بسيريلانكا وحصلنا على الميدالية الفضية وأفضل فري. وتابعتا حديثهما: لعبة الشطرنج ليس لها عمر معين، ومن المهارات التي ينبغي للاعب ولاعبة الشطرنج إتقانها الصبر والتركيز والتخطيط والتدريب المستمر. نتمنى وجود اكاديمية للفتيات والمشاركات الخارجية باستمرار. ومن الأشياء الجميلة التي اضافتها رياضة الشطرنج انها علمتنا المنافسة ودائماً نتعلم أكثر. وأضافتا: لا توجد في الشطرنج خسارة فالخسارة طريق النجاح وتفادي الأخطاء. وفي نهاية حديثهما اختتمتا بنصيحة: نتمنى من كل أب وأم دعم أبنائهم وتحفيزهم على المشاركة والتدريب باستمرار لأن لعبة الشطرنج من اقوى الألعاب الذهنية ونتمنى أن تدرج في حصص الدراسية.