فيما وصفت بأنها «انتكاسة» للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد 16 عاما من قيادة البلاد، مني حزبها «الاتحاد الديموقراطي المسيحي» بالخسارة في الانتخابات التي جرت أمس (الأحد)، وحل حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في المرتبة الثانية بنسبة 24.1% وهي النتيجة الأسوأ في تاريخه. وبحسب نتائج رسمية أولية أعلنتها اللجنة الانتخابيّة الفيديراليّة اليوم (الاثنين)، حل الحزب الاشتراكي الديموقراطي أولا بنسبة 25.7% من الأصوات، وبات أكبر قوة سياسية لأول مرة منذ الفترة بين 2002 و2005، لتجد ألمانيا نفسها في مواجهة مع شبح يطل برأسه عائدا من 3 عقود مضت. وحصد حزب الخضر بقيادة ألينا بيربوك 14.8% من الأصوات، والحزب الديموقراطي الحر 11.5% يليهما حزب البديل بنسبة 10.3% من الأصوات، فيما فشل اليسار في تجاوز عتبة ال5%. وهكذا أفرزت نتائج الانتخابات فائزا لكنها لم تمنحه تفويضا حاسما بتشكيل الحكومة، وباتت مفاوضات الائتلاف الحاكم صعبة ومفتوحة على كل الاحتمالات. وتمنح النتائج المعلنة الحزب الاشتراكي تعيين مرشحه أولاف شولتز مستشارًا لألمانيا، لكن الاتحاد المسيحي يطلب أيضا تشكيل الحكومة وتعيين مرشحه أرمين لاشيت مستشارا رغم هزيمته التاريخية وكلاهما يراهن على قدرته على جذب حزبي الديموقراطي الحر والخضر إلى صفه وامتلاك أغلبية المقاعد اللازمة، وهي سابقة في تاريخ ألمانيا المعاصر. وتلقي هذه الانتكاسة بظلالها على نهاية عهد ميركل التي بقيت شعبيتها في أوجها بعد 4 ولايات، لكنها أثبتت عدم قدرتها على الإعداد لخلافتها. كما قد تدفع حزب المسيحيين الديموقراطيين إلى مواجهة اضطرابات داخلية وخلافة معقدة لميركل. وقال الخبير في الشؤون الألمانية كارل رودولف كورتي: «حان موعد المفاوضات المعقدة»، مضيفا أن بطل المحادثات الاستكشافية مع الأحزاب الأخرى هو من سيصل للمستشارية وليس الفائز الليلة. يذكر أنه في آخر انتخابات في سبتمبر 2017، استمرت ميركل في مفاوضات ماراثونية لتشكيل ائتلاف حاكم لمدة 6 أشهر، رغم فوز اتحادها المسيحي بفارق مريح آنذاك، ولم ينتخبها البرلمان مستشارة للبلاد إلا بعد نجاحها في إبرام اتفاق الائتلاف الحاكم مع الاشتراكي الديموقراطي في مارس 2018. لذلك من المرجح أن تستمر المفاوضات أشهراً، ما يثير استياء شركاء أكبر اقتصاد أوروبي الذين يخشون شلل الاتحاد الأوروبي حتى أوائل العام 2022.