في وسط «بيشة» مدينة النخيل وجارة الوادي، تقف جامعة بيشة كصرح علمي شاهد على ما يحظى به قطاع التعليم من دعم واهتمام ورعاية من القيادة الرشيدة، وباتت تشكل علامة مضيئة في مسيرة العلم والمعرفة، والتنمية والإبداع، لتمثل منظومة معرفية إبداعية لمجتمع منتج، بفضل الدعم اللامحدود لقطاع التعليم من ولاة الأمر؛ ابتداءً من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) ومن بعده أبناؤه البررة، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-. وتؤكد الإنجازات والنجاحات التي حققتها الجامعة منذ تأسيسها عام 1435ه، حرص الحكومة الرشيدة -أيدها الله- على نشر العلم والمعرفة في كافة أرجاء الوطن وخدمة أبنائه، وذلك امتدادًا للاهتمام والمتابعة التي تحظى بها المؤسسات الأكاديمية للقيام بدورها على أكمل وجه تحقيقًا لأهداف ومضامين رؤية المملكة 2030، ما مكنها وعلى الرغم من حداثة إنشائها في تحقيق قفزات على المستوى الأكاديمي والعلمي والعمل الإداري. وتضم جامعة بيشة 15 كلية علمية في محافظات: بيشة، وبلقرن، والنماص، وتثليث، تتضمن 98 برنامجًا علميًا لمرحلة البكالوريوس، و29 برنامجًا في مرحلة الدبلوم، إضافة إلى 19 برنامجًا بمرحلة الماجستير في تخصصات مختلفة، كما تضم الجامعة 9 عمادات مساندة، فيما بلغ عدد طلابها أكثر من 17.998 طالبًا وطالبة، يقوم على تدريسهم أكثر من 1082 عضو هيئة تدريس من مختلف التخصصات العلمية. وتركز الجامعة في خطتها الإستراتيجية على سبعة أهداف رئيسية تتضمن: تنويع مصادر الدخل وتنميتها، ورفع كفاءة الموارد المادية والبشرية والتقنية، وتطوير العمل المؤسسي الجاذب والمحفز، وتصميم برامج تعليمية نوعية تلبي احتياجات سوق العمل، وبناء منظومة بحثية علمية متطورة، وتعزيز القيم والانتماء والفكر المعتدل لدى الطلبة، وتقديم مبادرات مجتمعية فاعلة تعزز دور الجامعة ومكانتها. وفي ذكرى اليوم الوطني ال91، تفخر الجامعة أن تبرز أهم الإنجازات التي تحققت خلال عام، منها حصولها على الاعتماد المؤسسي الكامل غير المشروط لمدة 7 سنوات، وتوقيع عقود تنفيذ الدراسات التقويمية لأربعة برامج أكاديمية، واستحداث تخصصات نوعية في مرحلتي البكالوريوس والدبلوم لمواكبة مستهدفات رؤية المملكة 2030 تشمل: الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وعلم المعلومات الجغرافية، والآثار والسياحة، والكيمياء الصناعية، والقانون، والتمريض العام، وإدارة السجلات الصحية، وهندسة التشييد والبناء، والسفر والسياحة، وإدارة الترفيه، والتسويق الإلكتروني، وإدارة الموارد البشرية. بالإضافة إلى إطلاق منظومة تعليمية إلكترونية وفق أحدث المواصفات الحديثة، والمساهمة في الحملة الوطنية للتحصين ضد وباء كورونا (كوفيد-19) عن طريق مركز الخدمات الطبية الجامعي، وتشجيع حركة النشر العلمي من خلال إقرار الحوافز المادية والمعنوية للكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، وتطوير الهيكل التنظيمي للجامعة وإنشاء إدارات وأقسام جديدة، وتطوير البنية التقنية وتدشين البوابة الإلكترونية والخدمات الطلابية الرقمية، وإطلاق مبادرات اشتملت على تحسين بيئة التعلم، وإعفاء وتخفيض الرسوم الدراسية لبعض فئات المجتمع، وإنشاء كرسي السلم المجتمعي ووحدة الأمن الفكري، وإنشاء المجلس الاستشاري الطلابي بمشاركة ممثلي الطلاب والطالبات من مختلف الكليات، وارتفاع تصنيف مجلة الجامعة للعلوم الإنسانية والتربوية في مؤشر «معامل التأثير العربي»، وارتفاع معدل النشر العلمي باللغة الإنجليزية في المجلات المفهرسة (ISI) و(SCOPUS)، وتطوير أداء منسوبي الجامعة عن طريق البرامج التدريبية «قيادات» و«إمداد» و«اعتمد». ومنها أيضًا توقيع مذكرة تعاون مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة لإنشاء شراكة بين الجهتين لاستضافة محطات لرصد وقياس مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذلك مذكرة تفاهم لتأهيل خريجي الجامعة للابتعاث الخارجي في أفضل الجامعات العالمية، وتوقيع اتفاقية مع «سدايا» لتفعيل خدمة النفاذ الوطني الموحد (IAM) لأنظمة الجامعة الإلكترونية، وتوقيع اتفاقيات شراكة مع عدد من القطاعات الحكومية والأهلية لتعزيز التعاون في مجال العمل التطوعي، وفوز طالبات الجامعة بالمركزين الأول والثالث في محور التعليم ضمن منافسات هاكثون جامعة طيبة، والمركز الثاني في المحور الأول «التوعية والتثقيف» من مسابقة «سفراء الوسطية5». وتسعى جامعة بيشة لمواصلة تميزها وريادتها وتحقيق رسالتها في بناء مجتمع معرفي تنافسي من خلال بيئة تعليمية متطورة وبحوث علمية ومبادرات وشراكات مجتمعية فاعلة. وطن الخير والبناء والازدهار يشرفني في البداية أن أرفع باسمي واسم منسوبي ومنسوبات جامعة بيشة أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- وللأسرة المالكة والمواطنين، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني ال91، التي تمثل فرصة لاستذكار كفاح الملك المؤسس -طيب الله ثراه- الذي وحد شتات البلاد وحول الفوضى والفرقة والتناحر إلى وحدة وازدهار، بعد أن أعلى راية التوحيد في ظروف صعبة ليقود رحلة تأسيس المملكة على قواعد الإيمان والعمل الصادق فأنجز قيام دولة معاصرة تسير في ركب الأمم المتقدمة. فمنذ ذلك الحين وحتى وقتنا الحاضر ونحن نشهد نهضة حضارية واقتصادية ومعرفية في ظل قيادة رشيدة وضعت نصب عينيها الريادة هدفًا منشودًا في مختلف المجالات، واحتلت على إثرها المملكة العربية السعودية مكانة قيادية عظيمة بين دول العالم، وسط منجزات تتحقق في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية بفضل رؤية 2030 الملهمة التي تتسم معطياتها بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته. ويعد قطاع التعليم من القطاعات الأساسية التي حظيت بعناية واهتمام الحكومة الرشيدة حرصًا على الاستثمار الأمثل في الثروة الحقيقية لهذا الوطن وهم أبناؤه وبناته، وإيمانًا منها بدور التعليم في التنمية الشاملة للمجتمع. وقد حظيت جامعة بيشة بهذا الدعم مما مكنها من تحقيق منجزات ونجاحات عدة مثل: الحصول على الاعتماد المؤسسي الكامل غير المشروط لمدة 7 سنوات، وتوقيع عقود تنفيذ الدراسات التقويمية لأربعة برامج أكاديمية، واستحداث تخصصات نوعية في مرحلتي البكالوريوس والدبلوم، وإطلاق منظومة تعليمية إلكترونية وفق أحدث المواصفات الحديثة، وتشجيع حركة النشر العلمي من خلال إقرار الحوافز المادية والمعنوية للكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، وتطوير الهيكل التنظيمي للجامعة وإنشاء إدارات وأقسام جديدة، بالإضافة إلى عقد شراكات وطنية لخدمة منسوبي الجامعة والمجتمع المحلي كان آخرها مذكرة التعاون بين الجامعة ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الهادفة إلى إنشاء شراكة لاستضافة محطات لرصد وقياس مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتوفير فرص للتدريب المشترك. ختامًا أدعو الله تعالى أن يحفظ للمملكة أمنها واستقرارها في ظل قيادتها الرشيدة، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- لمواصلة مسيرة الخير والبناء والازدهار لهذا الوطن العزيز. أ. د. محمد بن محسن صفحي رئيس جامعة بيشة