قبل أيام مضت وبعد معاناتها؛ فقدت أعزّ وأنْبل مخلوقة لدي على الأرض.. فقدت أحد أبواب الجنة بموت والدتي.. كل الحياة الدّنيا من بعدها لا تساوي شيئا عندي.. ومن يعرف فضل «الأم» وقدرها!!.. فقدت والدتي الحنون الرؤوم، التي تحمل داخلها قلباً نقياً كبياض الثلج.. أمٌ مختلفة عن كل الأمهات.. منحها الله الخُلق والأخلاق، وطيب المعشر، ولساناً كالقلب نظيفاً.. عاشت حياتها بخصالها الحميدة وفعلها وعملها وتشجيعها لكل عمل خير.. إنها، والشاهد الله، تنفع ولا تضر.. مصلّية، مُسمية، لا ترى من «أم عبدالله» إلا انشراح الصدر، وابتسامة التفاؤل، والعناية بالنّصح للأبناء ورعاية الأحفاد. ماتت أمّ الخير بهدوء دون عناء وضجيج.. انتقلت الغالية وكل الغلا لرب رحيم كريم.. بعد غيابك ندعوه تعالى من القلب أن يمنحني وكل محبّيك الصبر والثّبات.. اطمئني؛ فالدعاء لك بالرحمة والمغفرة وجنّة الخلد لن ينقطع.. كم كنت أراها في حياتها وهي أم كل فرد منكم!!.. كم أصبح غيابك أيتها الغالية «يهد الحيل»!!.. شكراً من القلب لكل حبيب وغال، من إخوان وأخوات وأبناء وأهْل وأصدقاء تلقيت تعازيهم حضورياً أو هاتفياً أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)، (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، وفي الحديث النبوي (ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلفني خيراً منها»، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها). خاتمة: يا راحلين وقد سكنتم جوارحنا ليت الفراق ما كان ولا كانت مآسينا تبكي العيون وقد أضحت مآقينا فجر الصباح بلا نور يلاقينا تغدو الرياح بلا طيب نعانقه ويأتى النواح بلا إذن يواسينا صارت بطاح الأرض مقفرة وانكبت لظى الأشواق تكوينا