هل تعود الأوضاع في القدس والمسجد الأقصى إلى المربع صفر، مع استمرار للوقف الهش لإطلاق النار في قطاع غزة، وما يلوح في الأفق من سيناريوهات حقيقية للعودة لسياسة التصعيد والتوتر والاقتحامات واستباحة المسجد الأقصى، كما حدث في سيناريو الأيام الأخيرة من شهر رمضان، بعد أن اقتحم المستوطنون المسجد الأقصى المبارك أمس، واستمروا في حصار حي الشيخ جراح، وسياسة الاعتقالات المستمرة ضد الشعب المقدسي الذي واجه تهديدات المستوطنين المتطرفين بتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد واستباحة باحاته. ويبدو من الواضح أن المتطرفين اليهود مصرون على استمرار سياسة الاستفزازات والتصعيد من قبل الحكومة الإسرائيلية لجر المنطقة الى استنفار وحرب من جديد. والمسؤولية أولا وأخيرا تقع على حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تحرص على تخريب جهود وقف العدوان، والإعداد لإعادة إعمار غزة.. وعلى الدول العربية والإسلامية التي كانت على مسافة واحدة ونسقت جهودها وظهرت بموقف موحد تجاه العدوان الصهيوني، العمل الآن قبل فوات الأوان لكي لا تعود الأمور إلى المربع صفر ويسقط وقف إطلاق النار في غزة كنتيجة لتصعيد إسرائيل من سياسة الاستفزاز والعودة لاقتحام المسجد الأقصى من الداخل بعد أن اقتحمت ساحاته من الخارج أمس. وليس هناك رأيان أن قضية العرب والمسلمين الأولى هي في القدس والمسجد الأقصى ولا تزال وستظل مستمرة. ويتعرض المسجد الأقصى بشكل دوري لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من قبل المستوطنين وأذرع الاحتلال المختلفة، وسط مواصلة شرطة الاحتلال استهداف مسؤولي دائرة الأوقاف الإسلامية وحراس الأقصى من خلال استدعائهم للتحقيق أو إبعادهم عن المسجد لفترات متفاوتة، فيما تستمر حكومة الاحتلال في تنفيذ مخطط استيطاني جديد لمصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، مع استمرار رفض المملكة وإدانتها للاستعمار الإسرائيلي المتواصل للأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية، وإنشاء منظومة فصل عنصري فيها، وتحديداً من خلال بناء المستعمرات وتدمير ممتلكات الفلسطينيين وبناء جدار التوسع ومصادرة الأراضي والمنازل والممتلكات، وإخلاء الفلسطينيين وتهجيرهم قسراً من منازلهم وأرضهم. لقد وضعت المملكة في نيويورك العالم أمام مسؤولياته من تسارع وتيرة سياسة الاستعمار الإسرائيلية للأرض الفلسطينية وتحديداً التهديد بإجلاء مئات من العائلات الفلسطينية من منازلها في القدسالشرقيةالمحتلة بالقوة، بما في ذلك عائلات في حيي الشيخ جراح وسلوان، اللذين يواجهان إخلاءً وشيكاً من قبل مجموعات المستعمرين المتطرفين بدعم ومساندة من سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالتعاون مع المحاكم العنصرية. لقد حذرت المملكة على الدوام من أن العنف لا يجلب إلا العنف، ودوامة العنف لا تجلب إلا الخراب، والدمار، وتأجيج إستراتيجية الصراع، وأن استهداف المدنيين، وكل الممارسات الأحادية والاستفزازية، وكل إذكاء للكراهية والتطرف والعنف من أية جهة كانت لا يجلب سوى الدمار. قطعان المستوطنين مستمرة في استفزاز المقدسيين.. الأقصى يستباح مجددا.. هل عدنا إلى المربع صفر؟