من قرأ عنوان المقالة من جيل الثمانينات وما قبله، يتذكر أشهر برنامج رمضاني على القناة السعودية الأولى «على مائدة الإفطار» لأديب العلماء وعالم الأدباء الشيخ علي الطنطاوي، يرحمه الله تعالى. والحقيقة فإن هذه المقالة لكل الأجيال؛ فأقول: وأنتم على مائدة الإفطار تذكروا ما أنعم الله علينا من بركة المائدة وتنوعها.. تذكروا تجشّم أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا لإعداد تلك المائدة.. وردوا إليهن الجميل بالثناء والمديح.. تذكروا من حرموا من الجلوس على مثل هذه المائدة من «حراس المباني» والعمال بشيء من الطعام لا البقايا والفتات.. تذكروا من كان يجلس معكم على هذه المائدة في أعوام مضت ورحلوا بالدعوات الطيبات وقت الإجابة أثناء الإفطار.. تذكروا أحبابكم وكل من له فضل عليكم بتحسس حاجاتهم وأسعدوهم قبل أن يرحلوا.. تذكروا أن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- كان من أجود الناس في رمضان.. أرجوكم تذكروا هذه المحاسن الطيبة. الذي لا أريدكم أن تتذكروه بل نسيانه تماماً هو الخلافات والخصومات والقطيعة مع الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، فهو شهر فضيل نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنا كل يوم من أيامه.. أرجوكم اعفوا واصفحوا وامتلكوا دفاتر جديدة بيضاء ثم وزعوا صفحاتها على من لوَّث الزمن صفحاتهم.