قبل فترة وجيزة أصدر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، قراراً بضبط مكبرات الصوت في المساجد، وسيطبق بحذافيره ولن يتسامح مع من يتجاوزه «من لم يطبق النظام فليجلس في بيته». ومع أنه سبق أن أصدرت «الشؤون الإسلامية» مثل ذلك القرار عشرات المرات إلا أن الحالي يأتي أكثر حزماً وشدّة ومتابعة ومراقبة. والغريب أن الأئمة والمؤذنين لا يدركون ما تسببه مكبرات الصوت من إزعاج على جيران المسجد، ومنهم الطفل والكبير والمريض. لعل توجه الوزير وصل للأئمة وهم على قدر المسؤولية، وكلنا أمل في الوزير ومساعديه بمتابعة القرار. وأقول: للأسف بحت أصواتنا ونحن نطالب بتخفيض صوت «المايكرفونات» دون فائدة، ومهما حاولنا إلا أن هناك إماما أو مؤذنا لديه رغبة في أن يصل صوته إلى مدى أبعد. ونجد أن بعض الأئمة للأسف يتكلف في اختيار المكبرات الأكثر درجة في الصوت، ثم يدخل عليها المؤثرات الصوتية المحسنة للصوت، وهو أمر مُحدث يستعمل في ما دعت إليه الحاجة، والحاجة تقدر بقدرها، وما زاد يبقى حيِّز المنع. ومن الجانب الشرعي؛ قال ابن تيمية رحمه الله: «.. ورفع الصوت في المساجد منهي»، وهو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أشد، وترجم الإمام البخاري رحمه الله في «باب رفع الصوت في المساجد»، إذ ذكر ما يدل على المنع، وما يدل على الجواز، مما يدل على أنه عند الحاجة لا بأس به، وعند عدم الحاجة يثبت في النهي. إن خفض الأصوات في المساجد دليل على التعظيم والتوقير، ورفعه بضده، وذكر في ترجمة عم النبي صلى الله عليه وسلم ابن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه وأرضاه أن صوته يصل إلى 9 فراسخ، لكن يبقى أن الصوت الزائد على الحاجة لا داعي له. ومن المنهي عنه رفع الصوت فيصاب البعض بالصداع، وإذا كان المصلون أو طلبة العلم في المساجد قليلي العدد فلا داعي للمكبر، ومن المنهي عنه رفع الصوت. وللتذكير بآلية الوزارة في خفض الأصوات، هذه بعضاً منها: الاكتفاء ب4 مكبرات للصوت خارج المسجد في حال وجود مئذنة واحدة تغطي 360 درجة، و6 مكبرات للمئذنتين إذا زادت المسافة بينهما عن 50 متراً، وتكون أعلى المئذنة وبزاوية ميل لا تزيد على 20 درجة في الاتجاه الأرضي. جميع السماعات الداخلية للجدران الجانبية في اتجاه واحد مائلة بزاوية 45 درجة نحو الصف الأخير بالمسجد، والسماعات على الحوائط الداخلية والأعمدة بارتفاع 2.5 3 م. الاكتفاء بما يحتاج إليه من السماعات الداخلية لإيصال الصوت وفقاً للمساحة بمقدار 1 وات لكل 10 أمتار مربعة. ألا تقل المسافة بين المايكرفون والمستخدم عن 20 سم. تكون السماعات المثبتة على الحائط الأمامي في واجهة المصلين تماماً بزاوية 90 درجة. ألا يكون توزيع السماعات على حوائط المسجد مقابلة ومواجهة للسماعات الأخرى بالجهة المقابلة داخل المسجد وفي مستوى ارتفاع واحد. أن تكون مكبرات الصوت مزودة بوحدة ضبط لتخفيض الصوت بشكل منفصل بالتحكم في قدراته بالوات. أخيراً.. يبقى أن الصوت الزائد على الحاجة لا داعي له. ومن المنهي عنه رفع الصوت فيصاب البعض بالصداع، وإذا كان المصلون أو طلبة العلم في المساجد قليلي العدد فلا داعي للمكبر، ومن المنهي عنه رفع الصوت.