لم يقف المبتعث في برنامج خادم الحرمين الشريفين لنيل درجة الماجستير من جامعة فلندرز في جنوبأستراليا «نوح الحربي» مكتوف الأيدي وهو يسمع نداء الاستغاثة من الجيران، فخرج مسرعا إلى الشارع لمعرفة سبب تعالي أصوات طلب الغوث ليجد جاره المسن والمقعد تحاصره النيران من كل جانب، فبادر مقتحما النار عبر نافذة المنزل لإجلاء المسن بمعاونة جيران آخرين. ويروي الحربي حكاية إنقاذ مسن أستراليا ويقول ل«عكاظ»: «كنت مسترخيا في فترة الظهيرة السبت الماضي وفي نحو الساعة 1:30 صحوت على صراخ واستغاثة امرأة وحاولت فتح الباب الرئيسي بلا طائل دون فائدة وتوجهت مع جاري الثاني للنافذة الخلفية وكسرته بيدي لنقوم بعدها بكسر الباب الخلفي والدخول على المسن وتحريره عبر الشباك كون النار وصلت الباب الخلفي». ووصلت فرق الإطفاء وساعدتنا في إخلاء البيت، وأشار الحربي بدون شعور ومع الربكة والنيران وأثناء الكسر للزجاج للأسف أصبت في يدي بشظايا حادة من الزجاج القزاز ولم أشعر بذلك إلا وأنا في سيارة الإسعاف وتسبب في نزيف وجروح عميقة. تنومت لمدة يومين والحمد لله على كل حال حالياً تماثلت للشفاء، لكنني أعاني من ثاني أكسيد الكربون المتجمع بصدري ولدي مراجعات دورية للمستشفى واعتبر الحربي العمل الذي قام به واجبا إنسانيا يقدمه أي شخص يواجه مثل تلك المشاهد وهذا تعلمناه من ديننا الإسلامي وتقاليد وأعراف وقيم وطننا الغالي. وشكر الحربي كل من وقف وسأل عن حالته الصحية من الزملاء المبتعثين.