وصف أكاديميون متخصصون وحدات التوعية الفكرية التي أعلنت وزارة التعليم إنشاءها في جميع إدارات التعليم والجامعات بالخطوة الإيجابية، لحفظ أبناء الوطن من الأفكار المنحرفة وتفعيل دور المؤسسات التعليمية في بناء وتصحيح القاعدة الفكرية لجيل المستقبل وحمايتهم من الوقوع في الخطأ والانزلاق في مواطن الشبهات، إضافة الى رفع المستوى الثقافي لجميع الطلاب والطالبات والكوادر التعلمية والإدارية في جميع مراحل التعليم. وأشاروا إلى أن استحداث وحدات التوعية الفكرية في كافة ادارات التعليم والجامعات تُعد خطوة مكملة لجهود المملكة للتصدي لجميع افكار التطرف والانحلال ولا سيما في عصر أصبح العالم الافتراضي مجالا خصبا لبث الافكار الضالة. وقال المستشار في وزارة الشؤون الإسلامية رئيس الفريق العلمي للمساجد سابقًا الدكتور صالح الدسيماني: «إنشاء وحدة التوعية الفكرية في جميع مرافق التعليم من جامعات ومدارس جاءت في وقتها مع انتشار الأفكار الهدامة والاتجاهات المخالفة للدين والعادات والتقاليد، بظهور الانحراف الفكري والتطرف والتشدد والغلو، وهذه الوحدات التوعوية سيكون لها دور مهم في ترسيخ أمور مهمة فرطنا فيها زمنا طويلا منها المواطنة». وأضاف المتخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية الدكتور عبدالعزيز آل حسن: «ما قررته وزارة التعليم بإنشاء وحدات التوعية الفكرية إيجابي يرسّخ القيم التربوية والفكرية والإنسانية ويعزز مبادئ الوسطية والاعتدال والتسامح، ويوطد الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي حكومة وشعبا، ويحمي الأجيال حاضراً ومستقبلاً من الأفكار الضالة التي قد يتم استهدافها ممن يحملون الفكر المتطرف والمبادئ الهدامة التي تسعى جاهدة لتفريق اللحمة الوطنية وإشغال الجهات المعنية وبث الأفكار المسمومة واستخدام الأساليب الرخيصة والدوافع السلبية التي تتسم بالحقد والضلال». وبين اللواء متقاعد مسفر الغامدي بقوله: «إعلان وزارة التعليم إنشاء وحدات للتوعية الفكرية يهدف لرفع المستوى الثقافي لجميع الطلاب والطالبات في جميع مراحل التعليم وتُعد خطوة رائعة لحفظ وحماية أبناء الوطن من الأفكار المنحرفة، وهذه الخطوة سبقها تطوير للمناهج وغيرها من الأمور التي تجعل المؤسسات التعليمية بيئة للعلم والمعرفة والبحث العلمي، وما تقوم به الوزارة إجراء في الاتجاه الصحيح خاصة مع التقدم الهائل في مجال الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها المباشر على الشباب في جميع المراحل تحت مفاهيم مغلوطة تبدو في ظاهرها جذابة ولكنها تخفي في حقيقتها ثقافات وقيما تتنافي تماما مع قيمنا وعاداتنا الإسلامية». وأوضح المستشار الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء عدنان الدريويش أن حماية أفراد المجتمع من الوقوع في الخطأ والانزلاق في مواطن الشبهات أولوية كبرى تقع على عاتق جميع مؤسسات الدولة والمجتمع بأكمله، باتباع الأساليب التربوية الإسلامية الكفيلة بوقايته من الآثار السلبية للعالم الافتراضي والتقنية الحديثة. «الافتراضي» خصب لبث الأفكار الضالة ذكرت الأستاذ المساعد بقسم علم النفس في جامعة الأميرة نورة الدكتورة رسيس العنزي أن استحداث وحدات التوعية الفكرية في كافة إدارات التعليم والجامعات تُعد خطوة مكملة لجهود المملكة للتصدي لجميع أفكار التطرف والانحلال ولا سيما في عصر أصبح العالم الافتراضي مجالا خصبا لبث الافكار الضالة، حيث إن كثيرا من مظاهر الانحراف الفكري كانت تضخ سمومها من خلال قنوات الاتصال المرئي والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الطرق التي تستهدف الشباب خصوصاً في الفئة العمرية من 15-30 عاما. تعزيز المواطنة والاعتدال والوسطية قالت الأكاديمية المتخصصة في السياسات السكانية والتنمية لدول الخليج العربية الدكتورة عبلة مرشد: «لا شك أن إنشاء وحدات للتوعية الفكرية في جميع المؤسسات التعليمية، بهدف تعزيز قيم المواطنة والاعتدال والوسطية أمر مهم ويحسب للوزارة في جهودها نحو مقاومة التطرف الملحوظ». ولفتت إلى أن وجود مثل تلك اللجان في المؤسسات التعليمية سيسهم في احتواء الفكر المنحرف والمتطرف بين الطلاب لكونهم هم الذين يمثلون شباب المستقبل وهم المستهدفون من الاستقطاب لتلك التيارات الفكرية والدينية الجانحة التي تؤدي إلى الارهاب بمختلف توجهاته.