يزخر المجال الرياضي الفروسي بالعديد من المشروعات الريادية التي بدأت بفكرة صغيرة وأصبحت جزءا مهماً في تسهيل مهمة البيع والشراء في حركة المبيعات، إلى جانب دورها في تعزيز الخطوات التجديدية والتنشيطية التي تعتمدها الإسطبلات مع بداية ونهاية كل موسم سباقات، الأمر الذي أسهم في بقائها وتطورها، وهذا ما يمكن قوله هنا عن أشهر المزادات الخاصة بين الأوساط الفروسية.. مزاد أبو عبيّد الذي نستعرض نشأته وأهم مزاداته في السطور القادمة. في أوائل عام 1996م شهدت منطقة إسطبلات توليد الخيل بالجنادرية انطلاقة مزاد أبو عبيد للخيل المهجنة الأصيلة بدعم خاص من قبل نائب رئيس مجلس إدارة نادي الفروسية آنذاك الأمير بدر بن عبدالعزيز -رحمه الله- والذي قدم مجموعة كبيرة من جياده لصاحب الفكرة ومؤسس المزاد المالك والمنتج محمد بن عبدالله بن جلال -رحمه الله-. لتستمر بعد ذلك رحلة هذا المزاد الذي شكل قناة مهمة لكافة الإسطبلات الكبيرة والصغيرة في عرض كافة أنواع خيولها من أفراس وأمهار وخيل سباقات، بجانب كونه كان ومازال الممول الوحيد لسباقات الخيل في مختلف ميادين المناطق السعودية، ويعد من أهم المزادات التي يحرص على حضورها الملاك؛ لكونه يقام كل أسبوعين مع نهاية الأسبوع طوال مواسم السباقات. الأبناء يكملون الرحلة وبعد وفاة مؤسس المزاد عام 2005م الملقب في الوسط الفروسي ب «أبو عبيد» أخذ أبناؤه على عاتقهم إكمال مسيرة المزاد، وتطويره بشكل تدريجي ليتناسب مع حجم ونوعية المعروضات من خلاله، حتى أصبح يقام أثناء مواسم السباقات للميادين والتي عادة تكون من شهر سبتمبر وحتى أبريل، بجانب تخصيص مزادين هامين في جدولة أعمال إدارة المزاد، الأول «مزاد الأمهار تحت التدريب» والمسمى ب «مزاد العسايف» وستقام نسخته الثانية عشرة بنهاية يناير 2021 المقبل، والآخر «المزاد الرمضاني السنوي» المخصص في غالبية معروضاته للأفراس اللاقحات سواء خارجية أو محلية. الإقبال في بداية الموسم ويزداد إقبال المهتمين بالمزاد في الغالب حينما تكون المعروضات من خيل إسطبلات كبرى ومعروفة أو تلك المزادات التي تقام قبل بداية موسم السباقات، بحكم رواجها لدى ملاك الخيل في بقية مناطق السعودية، ليكون فرصة للخيل المعروضة بشكل كبير في نجاحها وإعادة اكتشافها، لدرجة وصل بها الأمر لعودتها بشكل أقوى بميدان الملك عبدالعزيز بالجنادرية مع ملاكها ومدربيها الجدد. وبالإضافة إلى أن المزاد أصبح حلقة الوصل بين ملاك الخيل في مختلف المناطق، ونقطة تجمع مهمة تجري من خلالها عقد الكثير من الصفقات الخاصة أيضا، خلقت معها فرص استثمارية سريعة من خلال شراء خيل هذا المزاد ومن ثم عرضها مرة أخرى في أوقات أخرى تتوافق مع حاجة العرض والطلب التي تحكمها المتغيرات والتطورات التي تشهدها الفروسية السعودية من وقت لآخر. نجوم مباعة من المزاد وتعددت نجوم الخيل في السباقات التي بيعت من خلال المزاد التي وصل عمرها إلى 25 عاماً، منها الجواد البطل «كمال» والذي بيع لصالح المدرب بدن السبيعي ب 450 ألف ريال ويعد الأغلى في تاريخ المزاد بالنسبة لخيل السباقات، وحقق بعد انتقال ملكيته للمالك نزار أبو الجدايل «كأس الأمير محمد بن سعود الكبير للفئة الثانية»، والجواد «صيدق» للأمير فيصل بن خالد بطل «كأس الملك للخيل المحلية»، والجواد «أناف» للإسطبل الأبيض لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حل ثانياً في «كأس الملك عبدالعزيز للفئة الأولى»، وغيرها من النجوم التي حققت العديد من البطولات والجوائز المهمة بالميدان السعودي، أما في من ناحية أفراس التوليد تعد «اليكتريك ويفز» الأغلى بالمزاد حيث بيعت لصالح المالك عبدالرحمن البواردي ب 550 ألف ريال. دعم السباقات والأعمال الخيرية في الآونة الأخيرة لم تقتصر أعمال المزاد على تنظيم مزادات الخيل، حيث نظم العديد من المزادات الذي ذهب ريعها لمؤسسات وأعمال خيرية، بجانب المشاركة السنوية في يوم الإعاقة العالمي للأطفال التي تنظمه جمعية الأطفال المعوقين بالرياض، بتنظيم فعاليات ركوب الخيل مع ذوي الاختصاص، وتقديم الجوائز لعدد من المناسبات المختلفة للجمعية، والتواصل الدائم معها، إلى جانب تقديم جوائز مخصصة للخيل المباعة من خلال المزاد في سباقات ميدان الجنادرية عبارة عن سيارتين بشكل سنوي، حيث يقول في هذا الجانب المشرف العام على المزاد عبدالعزيز بن محمد بن جلال «منذ أن بدأنا العمل في المزاد مع والدنا -رحمه الله- كانت وصيته الأولى الحرص على تقديم الخدمة والمساعدة لكل من يحتاجها من المزاد، وعدم النظر للفائدة المتحققة من تلك الخدمة، واستمررنا على ذلك النهج، ونسعى إلى التوسع في التعاون وتقديم ما نستطيع في الأعمال الخيرية، أو التطوعية المختلفة التي تكون مختصة أما ببيع خيل لصالح ورثة أو لحاجة ماسة لمالك وما شابه ذلك».