«صحتك لا تُقدر بثمن؛ فلا تسترخصها بالقلقِ والخوف».. خلال الثلاثين السنة الماضية من حياتي سمعت أموراً مُتباينة في فحواها من أشخاص يُحيطون بدائرتي، أموراً أشبه بالجبلِ الذي لا يتزعزع ما دامتِ الحياة!.. آمنتُ حينها أن الصحة النفسية تجلب كل مُبهج في تلكَ الدنيا. المريضُ هُنا يختلف عما دونه من الأشخاص، ومريض الأمراض المزمنة مختلف عن غيره. سأتحدث هنا وبالأدلةِ القاطعة عن أهمية النفسية لمريضِ السكري تحديداً، وكيف أن نفسيته تؤثر عليه، ربما تتبدل نظرتك. الدكتور بدر العسيري، استشاري مساعد في الطب النفسي، قال عبر لقائه في «بودكاست جرعة فهم»: الصحة النفسية مهمة جداً للشخص، ومن الطبيعي في بدايةِ المرض أن يحمل معه قلقاً وغضباً، ويعتبر هكذا إن كان بحدٍّ معين ولم يخلفه تبعات سلبية. إن الأزمة تحدث في فترة لا يستطيع بها الشخص الوصول لمرحلةِ التأقلم، أما الأشخاص المصابون بالسكري كثير منهم تأتيهم حالة تُسمى (dibitek distrees)، وهو الانزعاج والضيق الناتج عن السكري المرتبط بالتغذية، والحرمان حينما يجد نفسه لوهلة كل ما حوله قد تبدَّل، وهُناك مرحلة أيضا (Burnout) الاحتراق، وهي مرحلة يأس يصل لها نتيجة للحالة الأولى. أيضاً وجد أن هناك ارتباطاً بين حالة (dibitek distrees) ومضاعفات السكري، قائلاً: هذه الحالات لا تعتبر مرضاً نفسياً، ولكن الأشخاص المصابين بالسكري عرضة لضعفين إلى ثلاثةِ أضعاف للاكتئاب (depression)، مضيفاً: حينما لا نُصنفه بأنه اضطراب (غير نفسي) لا يعني أننا لا نستجيب له، بل قد يؤثر على مضاعفات المرض وعلى جودة حياة الشخص. أما حين أجاب عن سؤال: كيف يتسنَّى للمريض أن يعلم بمروره بتلك الحالة؟، فإنه أكد على الممارسين الصحيين سؤال المريض عنها، وهناك دراسة شملت 9 آلاف مريض، ووجد أن 44% لديهم (dibitek distrees)، والنصف منهم قام الممارسون بمناقشتهم عنها. أخيراً.. أُنوه بدور العائلة؛ بتوفيرِ أجواء صحية، وأن يُراقبوا تغييراته النفسية، ونهاية رسالتي للمريض: انظر لذاتك وولها اهتمامك، واعلم أن لا شيء يستحق! والشكر البالغ للدكتور نويد الزمان، استشاري الباطنة والغدد الصماء والسكري، على تشجيعه، وتزويدي بمعلوماتٍ مهمة كما في السطور.