قرائي الأعزاء؛ المُهتمين بالأبراج وخزعبلاتها وتكهناتها وكُذيباتها وعلمائها (الخَراطين)، المُداومين على قراءتها والمُصدقين بها وبما جاء فيها والمُستسلمين لما ورد فيها من تنبؤات (خربوطية) ويعيشون يومهم عليها! اسمحوا لي أن أزف إليكم هذه البشرى السارة التي ستسعدكم وتشرح صدوركم الضيقة بأن العالم الفلكي، الرهيب، الخطير، الفَذّ (الآخر حبة) الشيخ أبو محمد قد قدِم من بعض البلدان العربية ويسره استقبال الحالات المُستعصية و(الخَبلة) والمجنونة والمهبولة مجدداً! صدقوني قد قرأت للتّو هذا الإعلان وحلفت بالله أن أنقله إليكم، فأنا أهتم لسعادتكم حتى ولو كانت منسوجة من وهم، ودجل، وخرابيط، وكلام فاضي. يقول الإعلان أن فضيلة الشيخ الجهبذ لم يزر تلك البلاد للسياحة أو الترفيه أو الترويح عن النفس من بلاوي الكورونا ومشاكل الناس التي جلبها لهم الحظ والفلك والجن والعفاريت -لا سمح الله-،، بل قد كانت رحلته من أجل تحسين قدراته الفلكية والروحانية والسحرية حتى يتمكن من (الضحك عليكم) في حل جميع أنواع مشاكلكم التي تعانون منها عن طريق تسخير أبراجكم وقرائنكم لكم! وأما عن سيرته (المهببة) عفواً الذاتية؛ فقد تعلم العلم الروحاني بعد دخوله إلى كهف مُظلم عاش فيه لمدة سنة كاملة على التمر والماء وكان لا يكلم أو يرى أحداً، وأنا عن نفسي صدقت لكن ما أدري عنكم.. ومن خبراته المزعومة السابقة؛ الكشف الروحاني والفلكي وقياس مدى قدرة التوافق بين شخصين من أبراجهما، واسمائهما، والتكهن بطالعهما، والكشف عن مصير علاقتهما، كما يعالج الحالات المستعصية وفك السحر والملبوس، واستنطاق العارض، وجلب الحبيب والغائب، وزجر الأرواح السفلية،، ما شاء الله (سبع صنايع)! وعلى الراغب من الاستفادة من قدرات الشيخ (الخنفشارية) أن يتصل به قبل الحضور للحصول على موعد، وأنت وحظك إن وجدت مكاناً شاغراً في مفكرة الشيخ وجدول مواعيده الذي يعج بالمساكين. والآن؛ أفتوني أثابكم الله، كيف يؤجر أحد عقله هكذا وبكل بساطة ويُسلمه إلى دجّال؟ كيف يستسلم بعض (المهابيل) لخزعبلات الروحانيّين والمُنجمين ويصدقونهم ويتابعونهم ويتصلون عليهم ليسألوهم عن أسمائهم وأبراجهم، وطالعهم، ومصير حياتهم مع شركائهم في الحياة والعمل؟! (سيبوكم البَهللة) بالله. مصير علاقاتك مُرتبط بقدرك ونصيبك أولاً، ثم بشخصيتك وأسلوبك وطريقتك في الحياة، وليس للأسماء أو الأبراج علاقة إطلاقاً إن رزقك الله بشخص أو عاقبك به، فالأمر متوقف تماماً عليك! استغرب كثيراً من مثل تلك الأسئلة، تتصل عاشقة من برج الحَمل ينطبق عليها المثل القائل: «الحب أعمى»، وتسأل عن مدى توافقها مع من تحب، وتقول للعَالم يا شيخ اسمه فُلان وبرجه الأسد وهو في الواقع (ثور)! ثم يتصل عاشق (ثور) ويقول اسمها بديعة وبرجها حَمل وهي في الواقع (عقرب)! لكن دائماً يظل هُناك شيء أهون من شيء، لذا خليكم في الأبراج وخرابيطها أبرك، وترى عادي جداً، يكون اسمه فليحان ويحب جيهان. [email protected]