شدد رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور عواد العواد على أهمية اتخاذ إجراءات أكثر حزماً للقضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة وتعزيز حماية حقوقها، وزيادة الوعي العام حول هذه القضية وما يترتب عليها من انتهاكات، لإيجاد بيئة تستطيع المرأة أن تمارس حقوقها المكفولة شرعاً ونظاماً وتحقق ما تصبو إليه القيادة الرشيدة، والتي تعول وفقاً لرؤية المملكة 2030 على المرأة كشريك مهم وفاعل في مسيرة البناء والتنمية. وأكد العواد في بيان للهيئة (الأربعاء) بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، المصادف 25 نوفمبر من كل عام، على مزيد من التقيد بإنفاذ القانون لحماية المرأة بما يتواكب مع التقدم المحزر في التشريعات والأنظمة الوطنية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة التي انضمت إليها المملكة، وفي مقدمتها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي تنص على أنه يشكل انتهاكاً لاحترام كرامتها، وتتعهد الدول الأطراف في الاتفاقية بضمان الحماية الفعالة للمرأة، عن طريق المحاكم ذات الاختصاص والمؤسسات العامة الأخرى في البلد. وقال العواد: إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد -حفظهما الله- جعلت حماية المرأة وتمكينها من أولوياتها، إذ نصت رؤية المملكة 2030 على أن المرأة تعد عنصراً مهمّاً من عناصر قوتنا، وسنستمر في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعنا واقتصادنا، مضيفاً بأنه نتج عن هذا التوجه أن حظيت المرأة بنصيب وافر من الإصلاحات، خصوصاً تلك المرتبطة بمجالات حقوق الإنسان، التي تضمنت صدور العديد من الأوامر والقرارات والأنظمة التي تحميها وتحفظ حقوقها وتعززها، ومن ذلك تخصيص مركزٍ لتلقي بلاغات العنف الأسري، وإصدار نظام الحماية من الإيذاء، ونظام مكافحة جريمة التحرش، وإنشاء مجلس شؤون الأسرة وتخصيص إحدى لجانه لتتولى شؤون المرأة، وإنشاء محاكم في الأحوال الشخصية للنظر في القضايا الأسرية، وتعديل نظام التنفيذ فيما يتعلق بالأحكام الصادرة بحضانة الصغير وحفظه والزيارة والتفريق بين الزوجين لتنفذ جبراً، ومعالجة حقوق الأطفال في الحضانة والنفقة والزيارة قبل انفصال الزوجين، كما تضمنت القرارات عدم مطالبتها بالحصول على موافقة ولي الأمر عند تقديم أو إنهاء الخدمات، وفتح مجالات عمل جديدة لها في مختلف القطاعات وتقلدها لمناصب قيادية. وأضاف: تقديراً لهذه الجهود، جاء تتويج البنك الدولي للمملكة كأكثر دولة تقدماً وإصلاحاً من بين (190) دولة حول العالم، في مجال تمكين المرأة وحفظ حقوقها وذلك وفقاً لتقريره «المرأة، أنشطة الأعمال، والقانون 2020»، مشدداً على أن صدارة المملكة لهذه المؤشرات كان خلفه إرادة سياسية وخطوات إصلاحية رائدة قادها سمو ولي العهد. في سياق آخر، استقبل العواد في مكتبه أمس، سفيرة مملكة هولندا لدى المملكة جانيت البيردا، وسفير دولة نيوزلندا لدى المملكة جيمس مونرو، كلاً على حدة. وبحث خلال الاستقبالين أوجه التعاون المشترك، خصوصا في مجالات حقوق الإنسان وسبل تعزيزها، مشيداً بعمق العلاقات التي تربط المملكة بالبلدين. كما استعرض جهود المملكة في دعم حقوق الإنسان، وما شهدته من خطوات رائدة نحو تحقيق التنمية المستدامة التي تجعل من الإنسان محوراً أساسياً في التنمية الشاملة نحو مستقبل أفضل.