كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على يقين تام من أن الشعب الجبار العظيم قادر على صناعة المستحيل حين قال في كلمته الافتتاحية لبرنامج رؤية السعودية 2030: «لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً، قادرون على أن نصنعه»، ليشارك معهم قبل أن ينتهي والسعوديون من عامهم الرابع منذ إطلاق مشروعه الحلم «رؤية 2030» أبرز منجزاتها، بعد أن بنيت على مكامن قوة تساعدهم على بناء الغد بدءاً من اليوم. الإنجازات غير المسبوقة في تاريخ السعودية المعاصر والمحققة خلال ال 4 الأعوام الماضية، تؤكد يوما تلو الآخر سيرهم على الطريق الصحيح تجاه 2030، والتي أعاد السعوديون من خلالها استثمار مكامن القوة الخاصة بهم، مستندين على اقتصاد قوي متين ضمن أكبر الاقتصادات في العالم. العمل السعودي الدؤوب، والذي تتكامل فيه كافة القطاعات الحكومية والقطاع الخاص لبناء وطن أكثر ازدهاراً، بدأ السعوديون قطف ثماره اليانعة من خلال القطاعات التي تمت إعادة هيكلتها، والأخرى المستحدثة التي شكلت موارد دخل جديدة وفرصا وظيفية دائمة ومؤقتة للسعوديين. خفض نسبة البطالة أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن زيادة معدلات التوظيف هي على رأس أولويات الحكومة، مشيراً إلى أن رؤية السعودية 2030 وضعت نسبة البطالة في مستوى 7٪ في العام 2030 كأحد أهدافها، وأضاف: «العمل وفق رؤية 2030 على إصلاح سوق العمل وتوفير المزيد من الوظائف للمواطنين والمواطنات، مشيراً إلى أنه خلال عام 2018، بلغت نسبة البطالة 13% تقريباً. لتنخفض بشكل متتالٍ إلى 11.8% في بداية عام 2020». وأضاف: «ونعتقد أن البرامج والسياسات التي وضعتها الحكومة ستمكننا من تحقيق نسبة بطالة 7% قبل 2030». القطاعات الواعدة كانت الأرقام حاضرة في حديث ولي العهد، إذ استشهد بعدد من المنجزات والأرقام التي تحققت في مدة وجيزة جداً في القطاعات الجديدة الواعدة، مشيراً إلى رفع نسبة إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي ليبلغ 3.6% في 2018. وأضاف: «هذا النمو فتح قطاعات عمل جديدة وأسهم في توظيف مئات الآلاف من السعوديين والسعوديات وما زلنا في البداية». وأشار ولي العهد إلى ارتفاع نسبة المواطنين الممارسين للرياضة من 13% في 2015 إلى 19% في عام 2019. ونمو إسهام القطاع في الناتج المحلي من 2.4 مليار ريال في 2016 إلى 6.5 مليار ريال في 2018، بزيادة تقدر ب170% خلال عامين فقط. وأضاف: «عملنا على تطوير الاتحادات الرياضية كافة وزيادة عددها، فعلى سبيل المثال لم يقم الاتحاد السعودي للسيارات منذ تأسيسه باستضافة أي بطولة دولية، بينما في آخر سنتين فقط، نجح الاتحاد باستضافة أهم ثلاث بطولات في العالم وهي «الفورمولا اي، وفورمولا 1، ورالي دكار». وفي كرة القدم استطعنا رفع القيمة السوقية للدوري السعودي ليصبح الأعلى من بين الدوريات العربية، ومن أعلى 20 دورياً على مستوى العالم، ونعمل كذلك بالزخم نفسه على بقية الاتحادات». ونوه ولي العهد إلى تنمية قطاع الترفيه في السعودية، مشيراً إلى «تسهيل الحصول على تراخيص الفعاليات الترفيهية ما نتج عنه ارتفاع عدد الفعاليات المقامة في المملكة إلى أكثر من 3400 فعالية في 2019، أسهمت في رفع معدلات الإنفاق للمواطنين والمقيمين والزوار والسياح داخل المملكة العربية السعودية». ولفت الأمير محمد بن سلمان إلى إنشاء وزارة الثقافة 11 هيئة، تعمل بشكل قوي على تنمية القطاعات الثقافية كافة ما أثر كثيرا جداً على خلق الوظائف وتنمية الاقتصاد وتحسين جودة الحياة وجعل وطننا أكثر قدرة على استقطاب الكفاءات العالمية والسياح. الإسكان.. مضرب المثل ضرب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مثالاً بقطاع الإسكان. مشيراً إلى التزام الحكومة السعودية بوضوح في رؤية 2030، بأن نسعى لرفع نسبة تملّك المواطنين للمسكن بمقدار 5% خلال 4 سنوات، وكانت النسبة حينها 47% تقريبا، ما يعني الوصول إلى 52% في 2020، النسبة التي تعدّ جيدة دولياً. لكننا اليوم وصلنا إلى 60%، متجاوزين الهدف ب 8%. ولفت ولي العهد إلى تجاوز السعودية مستهدف 2030 البالغ 62% في 2025، وقال: «ما يعني أننا سنتجاوز المستهدف في عام 2030. وسنكون أحد أعلى دول العالم في نسبة تملّك المساكن. ناهيك عن أنه خلال العشرين السنة الماضية كانت قائمة انتظار المواطن للمسكن تصل إلى 15 سنة تقريباً واليوم أصبح الاستحقاق بشكل فوري. هذا مثال لقطاع واحد كان أحد أكثر القضايا تعقيداً في المملكة، وتحول إلى قصة نجاح غير مسبوقة وبحلول مبتكرة وتكاليف أقل وخدمات أفضل، أسهمت في خلق ما يقارب 40 ألف وظيفة مباشرة، وما يزيد على 115 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي». إصلاح بيئة العمل «إن إصلاح بيئة العمل وتطوير الخدمات ممكّن رئيسي»، تأكيد جاء خلال كلمة ولي العهد، أشار من خلاله إلى تخفيض إجمالي متطلبات التراخيص الاستثمارية بنسبة 50%، وإصدار السجلات التجارية وتراخيص البلدية بشكل فوري وإلكتروني، وتخليص الحاويات في 24 ساعة بعد أن كانت تصل إلى أسبوعين، وأطلق ما يزيد على 279 خدمة في منصة «أبشر»، يستفيد منها 18 مليون مستفيد، بالإضافة إلى منصة «ناجز»، التي أسهمت في استقبال عشرات الآلاف من الخدمات العدلية الإلكترونية، وإنجازها خلال دقائق.