لعبت المرأة السعودية في سباق التنمية باحترافية، نافست من خلالها شقائقها، حتى تقلدت المراكز القيادية، وحصدت العديد من الألقاب والجوائز ما يسهم في مسارعة خطى المملكة نحو تحقيق رؤية 2030. جوائز وألقاب ومراكز لازمت تاء التأنيث مؤخراً، فحلق اسم المملكة عالمياً بأسماء أنثوية، بعد أن أعطت القيادة السعودية المرأة «حريتها» وأطلقت «يديها»، بعد أن آمنت بالدور التنموي الذي تلعبه في دعم الاقتصاد الوطني والخطط التنموية الشاملة، وما يحققه ذلك من مكاسب اجتماعية واقتصادية وتنموية للوطن، فوضعت المرأة بصمات قدراتها وإبداعاتها في كافة المجالات. وفي إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات المملكة العربية السعودية، أعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات حصول المملكة على الجائزة العالمية لتمكين المرأة في التقنية «متساوون»، من بين 340 مرشحاً على مستوى العالم، حيث تمنح الجائزة من الاتحاد الدولي للاتصالات (IUT) للمنظمات والمبادرات المتميزة عالمياً، وصنفت المملكة الأكثر تقدماً وفقاً لتقرير المرأة، وأنشطة الأعمال، والقانون 2020، ونفذت 12 إصلاحاً في الأنظمة واللوائح المرتبطة بالمرأة. ويعد تمكين المرأة من ركائز إستراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات التي تهدف من خلاله لبناء منظومة رقمية تحتضن وتنمّي وتستقطب العقول والمهارات النسائية الداعمة لعملية التحول الرقمي وزيادة استدامة فرص العمل النوعية للمرأة، في وظائف الاتصالات وتقنية المعلومات، فسطرت قصص نجاح ملهمة في جميع المواقع في هذا القطاع الحيوي والمهم وأثبتت كفاءتها وقدرتها على حمل المسؤوليات الجسام وتحقيق الأهداف الكبيرة التي تصب في تحقيق إستراتيجية الوزارة، فدشنت برنامج المرأة في القطاع وأقامت ملتقى تمكين المرأة في القطاع بهدف تعزيز مشاركة المرأة في القطاع، نشر الوعي وإثراء المعرفة الرقمية، مشاركة أصحاب الخبرة في القطاع، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال. وارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل بالمملكة إلى 30%، وتضاعف عدد رائدات الأعمال إلى 40% من إجمالي رواد الأعمال، وكانت مؤشرات الربع الأول من عام 2020 أظهرت من خلال التقرير الذي أصدرته الهيئة العامة للإحصاء أن تمكين المرأة السعودية وزيادة حصة مشاركتها في سوق العمل آخذ في النمو، وفق ما تدعو إليه رؤية المملكة 2030. واتخذت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خطواتها لاستهداف المرأة السعودية ضمن مستهدفاتها، وذلك عبر برامج التمكين والتدريب والتوجيه القيادي لتعزيز مشاركة المرأة القيادية كصانعة قرار وتمكينها من تولي المناصب القيادية. وقال نائب الرئيس لقطاع الموارد البشرية في شركة الاتصالات السعودية أحمد الغامدي ل«عكاظ»: «نسعى دائماً إلى تحقيق رؤية المملكة 2030، ويعد تمكين المرأة من الإستراتيجيات المهمة التي تبنتها الشركة وسعت إلى تحقيقها وتطبيقها على أرض الواقع، حيث يأتي ذلك انعكاسا لالتزامنا بتنفيذ إستراتيجية الشركة وقيمها المتجسدة في التفاني والإقدام والحيوية، وقد أطلقت الشركة مجلس المرأة، وهو أول مجلس من نوعه لتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في سوق العمل». من جهته، يرى الرئيس التنفيذي لمجموعة stc المهندس ناصر بن سليمان الناصر أن تمكين المرأة بالمجموعة لا يقتصر فقط على التوظيف وتقلد المناصب القيادية، ولكن أيضا يأتي على هيئة إتاحة الفرصة للتطوير المستمر للزميلات، وهو ما تعمل عليه الشركة عبر توفير تيسير الوصول للموارد التعليمية وإثراء معرفتهم وزيادة خبرتهم في المجالات المطلوبة لتحقيق إستراتيجية الشركة، فضلاً عن إشراكهن في برامج الشركة التطويرية كبرنامج تطوير المختصين، لافتاً إلى أن الموظفات يمثلن نحو 33% من المنظمين للبرنامج. يذكر أن «مجلس المرأة» في شركة الاتصالات السعودية يضم 16 موظفة لتمثيل قطاعاتهن والعمل على تحديد مكامن الخلل في تجربة العمل، إضافة إلى توفير الشركة لقناة لإبداء مرئياتهن واقتراحاتهن بما يساعد على تطوير بيئة العمل. وقد زاد عدد الموظفات في الشركة خلال العام الحالي 2020 بنسبة 22.6% مقارنة بالعام السابق، في حين ارتفعت نسبة الموظفات المرشحات لوظائف قيادية بشكل لافت وأصبحن يشكلن 18% كأعضاء في برنامج HIPO الذي يعد أهم برنامج في الشركة لإعداد الموظفين المميزين ليشغلوا وظائف قيادية في المستقبل. كما بلغ عدد موظفات المجموعة 3 آلاف موظفة وذلك خلال 3 سنوات فقط من بدء الشركة توظيف النساء. 4 من منسوبي كاوست يحصدون جوائز «المراعي» حققت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» إنجازاً علمياً جديداً، بعد إعلان المجلس الأعلى لجائزة المراعي للإبداع العلمي، فوز أربعة من باحثيها بجوائز في جائزة المراعي للإبداع العلمي في دورتها التاسعة عشرة. جاء ذلك خلال الاجتماع السنوي التاسع عشر للمجلس الذي عقد في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض، برئاسة رئيس المدينة رئيس المجلس الأعلى للجائزة الدكتور أنس بن فارس الفارس، ورئيس مجلس إدارة شركة المراعي نائب رئيس المجلس الأعلى للجائزة الأمير نايف بن سلطان بن محمد بن سعود الكبير، ومعالي الدكتور خالد بن محمد السليمان، ومدير جامعة الملك فيصل الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي، ووكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للدراسات والأبحاث التطبيقية الدكتور سهل عبدالجواد، ونائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالعزيز المالك، وأمين الجائزة المهندس بدر آل فرحان. حيث جاءت جائزة العالم المتميز مناصفة بين كل من الدكتور محمد الداوودي، والدكتور عثمان محمد بكر، من جامعة كاوست؛ ويهتم البروفيسور عثمان بكر في أبحاثه بالجوانب الكيميائية والفيزيائية لمواد النانو. ويقوم فريقه بدراسة توليف وتركيب مواد نانو هجين عضوية وغير عضوية ذات خواص بصرية وإلكترونية ومغناطيسية مبتكرة. والغرض من هذه الدراسات تصنيع مواد متقدمة بوعد أن تكون مكونات لبناء الخلايا الشمسية والبطاريات وأجهزة نقل الإشارات والأجهزة البصرية الإلكترونية. وقد عبر الدكتور الداوودي عن تقديره لهذه الجائزة بقوله «إنه لشرف كبير الحصول على جائزة المراعي فرع العالم المتميز لهذه السنة. وهذه الجائزة هي تكريم لمساهماتي العلمية في البحت العلمي طوال العقدين الأخيرين». وأضاف «ولا شك أن هذه الجائزة تمثل حافزاً عظيماً لنا لبذل المزيد من المجهودات لمواجهة التحديات المزمنة وذلك بتفعيل مواد مسامية جديدة مبتكرة ومصنعة في كاوست». وزاد «هذه المواد لها فعالية فريدة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بصفة مستدامة والتطبيق الفعلي لمراحل الاقتصاد الدائري للكربون والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030». كما جاءت جائزة العمل الإبداعي لطلاب مرحلة الدكتوراه مناصفة بين كل من إيمان بودليوة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومحمد يونس ديتا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بينما فاز بجائزة العمل الإبداعي لطلاب مرحلة الماجستير عبدالله يوسف السلوم من جامعة كاوست. وقالت طالبة الدكتوراه إيمان بودليوة عن فوزها بالجائزة: «شرف كبير لي أن أنال هذه الجائزة المرموقة. أدين بالشكر الجزيل بعد الله لمشرفي الأكاديمي ولكاوست، لما وفراه لي خلال مسيرتي البحثية من دعم وتوجيه وتدريب لا محدودين». بينما تحدث طالب الماجستير عبدالله يوسف السلوم بمناسبة فوزه بالجائزة قائلاً: «يأتي هذا الإنجاز بعد دعم الأهل والقيادة الحكيمة للبحث العلمي بهدف تنمية مستقبل المملكة واقتصادها». وهنأ المجلس الأعلى للجائزة في ختام اجتماعه السنوي جميع الفائزين والفائزات بالجائزة في دورتها التاسعة عشرة، متمنياً أن تكون حافزاً ودافعاً لهم نحو المزيد من الجهد والإبداع في حياتهم العلمية والعملية.