نعيش هذه الفترة في زمن نختبئ فيه خلف الكمامة كلما خرجنا من منازلنا.. خوفاً على النفس من وباء لا تعرف من أين سيأتيك، كونه وباء لا زالت فصول أسراره لم تكتشف بعد.. ولقاحه أملاً يقينا شر الكمامة. مع هذه الكمامة تستطيع التخبؤ والتحرك كيفما شئت وأينما أردت دون أن تُعرف.. وحين تكون مجهولاً ستقوم بأي شيء.. لأن الكمامة أعطت مجالاً لئلا تخجل.. فافعل ما شئت. هذا إن تحدثنا عن داءٍ واقع.. ولكن إن تحدثنا عن داء لازم الكثير منذ عدة سنين.. وهو كمامة مواقع التواصل الافتراضية، التي يتفشى من خلالها داء الجهل وممارسة القوة في غير محلها.. وما دمتَ مجهولاً فصوتك حتى لن يُسمع إلا حين تسيء. أعلم تماماً أن الرياضة والميول تستولي على قدر كبير من مشاعرنا.. فهذا الأهلي على سبيل المثال يُمثل قصة عشق قاسية.. داخلها حياة.. وخارجها موبوء.. فمهما عملت وضحيت وقدمت.. لن يكون ذلك في عين الجاهل شيئاً لمجرد أن تصدح بحقيقة أو تعاتب حالاً يزداد سوءاً. في الأهلي.. إن خلعت كمامة الخوف وتحدثت بحرقة رموك بسهام لن تصيبك بأذى.. إنما تزداد حرقة لأنهم خدِعوا بمن لا زال يرتدي كمامة الرجفة وإن قلت كمامة التضليل فلم أخطئ. وفي الأهلي إن لزمت كمامة الصمت.. أتتك سهام العتب ورموك بتهمة الخوف حتى تكاد تقول لنفسك: أنا كذا كذا السهام جاية.. فاختار الأجرأ واستمر بالحديث بعد خلع الكمامة.. عل وعسى بعض الكمامات تفهّم أصحابها. فليس بعد أن تنتقدهما معاً شيء.. وأعني بذلك الرئيس (الصديق) في طرف و(الداعم بشروطه) في الطرف الآخر.. تحاول أن تقوم بما يمليه عليك ضميرك (الحي) عندما ماتت ضمائر الكثير خلف كمامات المصالح تارة والجهل والخوف تارات. فاصلة منقوطة؛ أيقنت بعد زمن.. أن الأهلي حالة استثنائية عن كل الأندية.. كان يحميه رجال صدقوا معه قدر ما استطاعوا.. كان الأهلي لهم حياة يعيشون تفاصيلها ولو على أنفسهم.. أما الآن.. فالوجه والهوية تتغير.. وليس في ذلك عحب.. نحن في زمن الكمامة. MjdBmf@