اختتمت القمة الثلاثية بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، التي عقدت اليوم (الثلاثاء) في مطار الملكة علياء الدولي أعمالها، إذ بحثت القمة آخر المستجدات في المنطقة، وسبل تعزيز مواصلة التنسيق والتشاور بين الأردن ومصر والعراق إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال ملك الأردن «إن اجتماعنا اليوم مهم جداً، في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة والعالم. الأحداث المتسارعة في منطقتنا والتدخل من بعض الأطراف الخارجية، تستدعي التنسيق الوثيق والعمل المشترك». وأكد أن القضية الفلسطينية «ما زالت القضية المركزية في المنطقة، ونحن باستمرار مع حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويُؤدّي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967». ولفت إلى موضوع الأمن الغذائي الذي «سيكون أكبر تحدّ في عام 2021، يستدعي توحيد جهودنا والتفكير بحلول خارج الصندوق»، وختم قائلاً «يسعدني وجودكم اليوم معنا، للتشاور والتنْسيق والتعاون فيما بيننا في الأشهر القادمة حول كل القضايا التي تهمنا جميعاً». من جهته، أكّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حرص بلاده على تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور بين الدول الثلاث لمواجهة التحديات كافة، والعمل على إيجاد حلول لها. وقال «أتفق مع الملك حول أهمية التنسيق وتوحيد الجهود لمواجهة الأزمات»، لافتاً إلى أهمية تطوير التعاون في المجال الاقتصادي بالشكل الذي يعود بالنفع على دولنا وشعوبنا، مؤكدا أن مصر مستعدة دوماً للتعاون دائما من أجل البناء والتنمية والتعمير، مشيداً بالعلاقات الأخوية والتاريخية المتميزة التي تربط مصر بالأردنوالعراق، لافتاً إلى ضرورة البناء على ما أنجز في القمتين السابقتين. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال السيسي «أتفق مع الملك بخصوص القضية الفلسطينية وأهمية إيجاد حل لها، بناء على حل الدولتين»، مشدداً على أن الوصول إلى هذا الحل سيكون له تأثير إيجابي على المنطقة بأكملها. من جهته، أعرب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في كلمته، عن سعادته بعقد القمة على أرض المملكة الأردنيّة الهاشميّة الشقيقة، ولقائه الملك عبدالله الثاني، مشيداً بعلاقات البلدين التاريخيّة والوطيدة، كما عبر عن سعادته بلقائه الرئيس المصري، مثمناً حرصه على المُشارَكة، وتأكيد تمسّك بلاده بآليّة المُشاوَرات السياسيّة بين الدول الثلاث التي انطلقت على مُستوى القمة في القاهرة عام 2019، لبحث سُبُل التعاون والتنسيق والتكامل فيما بينهم. وقال الكاظمي: إنّ منطقتنا ليست بحاجة إلى حُرُوب وصراعات جديدة، بل بحاجة لأن نقف جميعاً مع بعضنا، ونعمل من أجل تحقيق ما تصبو إليه شُعُوبنا من أمن واستقرار وتنمية وحياة أفضل، وأن نعمل لصنع السلام. وقال «نُجدّد التأكيد على موقف العراق الثابت بدعم القضيّة الفلسطينيّة، وحقّ الشعب الفلسطينيّ في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف». وبين الكاظمي أنّ رؤية العراق تركز على تبني المشتركات والنأي عن الصراعات وتحقيق التكامل والتعاون الاقتصاديّ بين الدول الثلاث من خلال تطوير المناطق الصناعيّة (الاقتصاديّة) المُشترَكة، وضرورة إيجاد شراكات إستراتيجيّة مُتعدّدة الأوجه بهدف تعزيز حُضُور الاقتصاد العراقيّ بشكل مُشترَك مع اقتصاديّات الدول العربيّة، وبما يعود على بلداننا بمزيد من الاستقرار والرفاهية. وأضاف أننا نتطلّع لفتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات الاقتصاديّة، والتجاريّة، والاستثماريّة، في مجالات الطاقة والكهرباء والبنى التحتية وإعادة الإعمار والنقل والصحة. وأكد الكاظمي أن الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع العراق بأشقائه في المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية تتيح لنا فرص بناء قاعدة للمصالح الاقتصاديّة المُشترَكة تُؤمّن شراكات استثماريّة طويلة المدى وتبادلاً تجاريّاً واسع الأفق، وكذلك إثراء الأسواق العراقيّةوالأردنيّة والمصريّة بالمنتجات المُشترَكة لهذه البلدان بما يُسهِم في تعزيز حضُور السوق العربيّة.