نشر الجيش السوداني اليوم (الاثنين) جنودا وسيارات محمّلة بالأسلحة الثقيلة حول مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم، بالتزامن مع الذكرى الأولى للاعتصام الذي قام به آلاف السودانيين في المكان للمطالبة برحيل الرئيس السابق عمر البشير. وأغلقت القوات المسلحة السودانية كل الطرق المؤدية إلى مقر وزارة الدفاع الذي يضم أيضا قيادة الجيش بآليات وجنود، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس. كذلك وضعت على بعض الطرق حواجز أسمنتية وأسلاك شائكة، وكان محيط مقر قيادة الجيش السوداني مركز اعتصام السودانيين في 6 أبريل 2019 ضد نظام البشير استكمالا لانتفاضتهم التي انطلقت في ديسمبر بقيادة ائتلاف قوى الحرية والتغيير المعارض بسبب الغلاء والمعاناة الاقتصادية. وفي 11 أبريل 2019، أعلن الجيش الإطاحة بالبشير الذي حكم السودان لمدة 30 عاما بعد أيام على بدء الاعتصام، ولكن المحتجين واصلوا اعتصامهم أمام قيادة الجيش مطالبين بحكومة مدنية. وفي 3 يونيو، أقدم مسلحون بملابس عسكرية على تفريق المعتصمين بالقوة، ما أسفر عن مقتل 128 شخصا، بحسب المحتجين، بينما أكدت الحكومة أن عدد القتلى بلغ 89. ونفى الجيش السوداني تقارير نشرتها بعض وسائل الإعلام أمس (الأحد) عن «محاولة انقلاب» على السلطة الانتقالية الممثلة بالمجلس السيادي المكون من مدنيين وعسكريين والذي يدير البلاد لفترة انتقالية، وقد تشكل بعد أشهر من التفاوض بين ممثلين عن المحتجين والمجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بالبشير. وقال العميد عامر محمد الحسن في بيان وُزّع على الصحفيين أمس «لا توجد قرائن أو شبهات لانقلاب وسط القوات المسلحة». وقال وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح المتحدث باسم الحكومة في وقت لاحق في تصريح بثّه التلفزيون الرسمي عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء «استمع المجلس إلى تقرير حول تحركات لعناصر من (حزب) المؤتمر الوطني المحلول» الذي كان يتزعمه عمر البشير. وكان خمسة أشخاص بينهم جنديان قد قتلوا خلال شهر يناير الماضي أثناء تصدي الجيش السوداني لحركة «تمرد» نفذها عناصر من جهاز المخابرات العامة ضد خطة لإعادة هيكلة الجهاز.