في الوقت الذي شهدت فيه الصين، البلد المنشأ لفايروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تراجعاً في عدد الحالات الجديدة خلال ال48 ساعة ماضية ب18 مصاباً و 11 حالة وفاة، شهدت إيران ارتفاعا قياسياً في عدد الحالات الجديدة وأضعاف الأرقام المسجلة في الصين، إذ بلغت الوفيات 75 حالة ونحو 1100 إصابة جديدة خلال أقل من 48 ساعة فقط، وأصبحت بذلك الدولة الأولى عالمياً في معدل ارتفاع الإصابات الجديدة وحالات الوفاة اليومية، والمركز الثالث بعد الصين وإيطاليا من حيث إجمالي الإصابات (أكثر من 10 آلاف مصاب و 429 حالة وفاة)، إذ انتشر الفايروس في جميع المدن والمحافظات وطال العديد من المسؤولين الإيرانيين، وهو ما يؤكد على تردي مستوى الخدمات الصحية وفشل المسؤولين في اتخاذ أي تدابير تقوض انتشار المرض مقارنة بالإجراءات الصارمة والمعايير الأساسية التي اتخذتها الدول واتبعتها. مسؤولو «الملالي» يتساقطون وفي دلالة واضحة على انتشار كورونا وعدم اتخاذ اجراءات احترازية وفاعلة تحد من انتشاره حتى في الجهات الحكومية العليا، أصاب الفايروس عدداً من المسؤولين الإيرانيين، حيث أكدت وكالة «فارس» الإيرانية إصابة محمد جواد إيرواني، مسؤول الرقابة والتدقيق الحسابي في مكتب المرشد الأعلى، علي خامنئي، وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، بالفايروس الذي صنفته منظمة الصحة العالمية أمس (الأربعاء) «وباء عالمياً». كما نشرت الوكالة مساء أمس قائمة بأسماء المسؤولين المصابين بفايروس كورونا، بينهم أربعة وزراء في الحكومة (نائب الرئيس ومساعدة الرئيس لشؤون المرأة، ووزيرا الصناعة والسياحة) وخمسة من نواب البرلمان، من بينهم نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري. وكان مستشار المرشد الإيراني، محمد مير محمدي، توفى في 2 مارس الجاري بعد إصابته بفايروس كورونا المستجد. طهران تستغيث وفي خضم خروج الفايروس عن نطاق السيطرة في إيران، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم (الخميس)، أن بلاده طلبت مساعدات مالية عاجلة من صندوق النقد الدولي بقيمة 5 مليارات دولار لمكافحة فايروس كورونا، وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1962 التي تطلب فيها طهران دعماً مالياً من الصندوق، قائلاً عبر تغريدة على «تويتر»، إن بلاده طلبت من صندوق النقد الدولي «تمويلًا طارئاً لمكافحة تفشي فايروس كورونا الذي تضررت البلاد منه بشدة». في حين قال رئيس البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي عبر حسابه على موقع إنستغرام «في الأسبوع الماضي أرسلت طلبا إلى رئيس صندوق النقد الدولي لاستخدام حق إيران باقتراض 5 مليارات دولار بشكل سريع وذلك لمساعدتنا في التخفيف من الآثار السلبية التي ترتبت على اقتصادنا بعد انتشار فايروس كورونا في البلاد»، إلا أن هذه المطالب تثير مخاوف المراقبين للشأن الإيراني من احتمالية توظيف هذه المبالغ لصالح المشاريع الإرهابية التي تتبناها إيران في المنطقة. عدوان بيولوجي ومن جهة أخرى، اعتبرت البحرين اليوم أن إيران خالفت القوانين الدولية بعدم ختم جوازات البحرينيين الذين زاروها، مشيرة إلى أن سلوك إيران يعد شكلا من أشكال العدوان البيولوجي المحرم دوليا. وقال وزير الداخلية البحريني في اجتماع مشترك بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لبحث آخر المستجدات بشأن فيروس «كوفيد 19»، إن إيران خالفت القوانين والأعراف الدولية حين لم تقم بختم جوازات السفر لدخول وخروج المواطنين البحرينيين رغم أن المملكة لم تمنع مواطنيها من السفر إليها. المصائب لا تأتي فرادى تسبب اننتشار كورونا في إيران ورداءة مستوى الخدمات الصحية، في توجه الكثير من المواطنين الإيرانيين إلى احتساء الكحول بعد انتشار شائعات حول دورها في معالجة الفايروس والوقاية منه، وهو ما دفع البعض إلى شراء أنواع محلية الصنع تسببت في انتشار حالات تسمم أدت إلى عشرات الإصابات والوفيات. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» لقي 44 شخصاً لقوا مصرعهم بسبب التسمم الكحولي فى إيران، فيما بينت تقارير إعلامية أن الضحايا كانوا يشربون الكحول المصنوعة من الميثانول، الذي يوجد في مضاد للتجمد والمذيبات والوقود، وذلك عقب انتشار شائعات تفيد بأنها تمنع العدوى. فيما نقل أكثر من 200 شخص إلى المستشفيات في مقاطعة خوزستان الجنوبية الغربية، بعد أن تناولوا من تلك الكحول، وذلك فقا لما أكده المتحدث باسم جامعة الأحواز للعلوم الطبية في تصريحات أدلى بها لوكالة مهر للأنباء.