(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).. العلم نور الأبصار وحياة القلوب وبصيرة من الوقوع في الظلم، وقوة للبدن من الضعف وإرشاد للعقل من الانحراف، ويجب أن يواكب النقلة الحضارية الحديثة التي تشهدها البلاد في ظل رؤية 2030، ومن أهم أسس الارتقاء بالتعليم والنهوض به، توفير وسائل الراحة للمعلمين والمعلمات، لكن ما يعيشه البعض خصوصاً التربويات ضرب من المعاناة والمخاطرة، في ظل تعيينهن في مناطق نائية، لا يصلن إليها إلا بشق الأنفس، ما يشتت جهودهن ويصرفهن عن الرسالة التربوية التي من المفترض أن يؤدينها على الوجه الأكمل، واعتدنا على قراءة ومتابعة كثير من حوادث السير التي يروح ضحيتها معلمات أثناء توجههن إلى المدارس في قرى نائية عبر طرق وعرة، وللأسف حتى الآن لا نعرف المعايير التي بموجبها يجري تعيين المعلمات في تلك المناطق، دون مرعاة لأوضاعهن الأسرية، فكثيرات منهم يخرجن من منازلهن بعد منتصف الليل لبلوغ مدارسهن، والمؤلم أن تنفذ تلك التنقلات بنفس الراتب ونفس الحوافز التي تستلمها المعلمة التي في منطقتها وهذا يؤدي إلى الشتات الأسري، ويسبب شيئاً من عدم التوازن في المجتمع، وإلحاق المخاطر بالمعلمات على الطرق الوعرة والمتهالكة. كما أن الموافقة على الندب الخارجي في وزارة التعليم لم يحقق المساواة، فلا تزال المحسوبية تلعب دوراً أساسياً في انتداب المعلمة ونقلها وإبقائها في مدينتها مع أن كثيراً من المعلمات نقلن خارجياً لمناطق مختلفة دون علمهن لأنهن لا توجد لديهن واسطة. من واجب المسؤولين في وزارة التعليم اتخاذ قرارات صائبة تساعد في لم شمل معلمات المناطق النائية، حتى يجدن الراحة ويتخلصن من الضغوط النفسية التي يعشنها أثناء تنقلهن إلى المدارس، ويتفرغن للعملية التعليمية وتدريس الطالبات بطرق مثلى، بدلاً من هدر جهد المعلمات في ظروف غير مجدية، كما يجب استحداث نظم تربوية جديدة تخرج بحلول جدية في هذه المضمار لتنعم المعلمة المختصة بقرارات عادلة، حتى ينعم الطلاب بعام مدرسي مفيد وناجع. sh98khalid@