مازالت المرأة السعودية تبهرنا بالعديد من الأشياء المبتكرة، متحف حائل الدولي الجديد هو نتاج المهندسة السعودية لنا مفتي التي تسلمت تصميم متحف حائل الجديد، والذي فتح أبوابه لزوار موسم حائل 2019 بهوية تاريخية، وطابع عصري، وروح الجبل، والسهل، والوادي. المتحف القابع في أعماق التاريخ العربي في منطقة تاريخية، تضم مواقع عالمية أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي باليونسكو، أنشئ بتمويل هيئة السياحة السعودية ودعم حكومي كبير، ليكون من أكبر المتاحف المحلية والدولية، وواجهة لمدينة التي تعد عاصمة الاستيطان البشري للعالم بحسب عالم الآثار بالكلية الملكية في لندن الدكتور بول بريز، إذ بدأ الاستيطان البشري في حائل منذ أكثر من 100 ألف عام، موضحاً أنه تم إجراء دراسة في مناطق شرق وشمال غرب أفريقيا، وتحليل الحفريات الموجودة فيها، ووجد أن الإنسان الموجود في هذه المناطق «الإنسان معتدل القامة» جاء إليها من الجزيرة العربية، وتحديداً من حائل السعودية. وما بين الاستيطان والتاريخ تتنافس السعودية من خلال متحف حائل الجديد مع عدد كبير من مُدن العالَم في عدد المتاحف التي تمتلكها؛ إذ تُعتَبر هذه المتاحف أيضاً مؤسّسات جاذِبة للسيّاح، ومن هنا سبب اهتمام المُدن بها معماريّاً، حيث تُعَدّ مَبانيها علامات مميِّزة للمُدن، مثل المتحف البريطاني في لندن، ومتحف اللّوفر في باريس، والارميتاج في بطرسبرغ، والمتحف المصريّ الكبير في القاهرة، ولوفر أبو ظبي، وتختار المُدن هذه المنشآت بعناية كبيرة، واليوم السعودية عبر متحف حائل تضيء للعالم عبر مهندسة المشروع لنا مفتي، والتي تحدثت ل «عكاظ» عن قصة تصميم المتحف الدولي لحائل، وكيف انطلقت قصة التصميم من تاريخ الإنسان والعمارة في حائل والتراث الخاص في حائل. تقول مفتي: «تعد حضارة حائل المعمارية مختلفة عن مناطق المملكة، فلها طابع خاص ودقيق في التفاصيل؛ لهذا انطلقت من تفاصيل حائل لتصميم المتحف والحمد لله، الجميع يشيد فيه». وأضافت؛ اليوم أنا فخورة أن موسم حائل ينطلق من المتحف، وفخورة أيضا بالعمل مع أهالي المدينة طوال الأيام الماضية، فأنا تعرفت على تراث وثقافة معمارية وهندسية جميلة في حائل، وعندما تعمقت في كتب المستشرقين الذين مروا في حائل، اكتشفت أن حائل متطورة ولها بعد حضاري مختلف. وتضيف لنا: «المتحف صمم ليشمل قاعة بيئة وجغرافية المنطقة، وقاعة ما قبل التاريخ، وقاعة ما قبل الإسلام، وقاعة الفترة الإسلامية، وقاعة توحيد المملكة العربية السعودية، وقاعة التراث الشعبي، وقاعة الرحالة، وكذلك قاعة عيش السعودية». وتوزيع المقتنيات التاريخية القيمة، في المتحف في جميع ممراته، حيث تشمل مُقتنيات وقطعاً أثرية نادرة متناثرة بين معروضات المتحف لتروي قصص حب متنوعة، أبطالها سكان حائل قبل آلاف السنين، وتوثق بعض مقتنيات متحف من رسومات تاريخية على الصخور وعلى أبواب تعود إلى العصر ما قبل الإسلام.